حكم بناء القبور على سطح الأرض

في مصر يبنون قبور فوق سطح الأرض، والأغنياء يبنون قبور، أما الفقراء فهم يدفنون في القبور القديمة، وكثيراً ما نشاهد أجسامهم من خلال القبور القديمة المهدومة وأصبحت هذه عادة، وقد فكرت في بناء عدة قبور للفقراء في قريتي ولكن ترددت، لأن السنة النبوية تحتم بدفن المسلم تحت التراب، وأقنعت الناس جميعهم بذلك، ولكنهم لم يستجيبوا، فهل لي أن أبني قبور للفقراء فوق سطح الأرض تمشياً مع العادة، أم لا تجوز هذه الحسنة، ولو بنيتها فهل لي أجر وثواب؟

الإجابة

السنة الحفر في الأرض للقبور، أن يحفر فيها للأرض وأن يعمق فيها، إذا كانت الأرض صالحة، إذا كانت الأرض صالحة فالسنة أن يحفر فيها، ويعمق الحفر إلى نصف الرجل فوق السرة، فوق نصف الرجل يعني فوق العورة وأن يكون فيه لحد، يجعل فيه جهة القبلة يكون فيه الميت، هذه السنة، لكن لو كانت الأرض رديئة ما تماسك، ضعيفة، فلا بأس أن تضبط بالبناء، أن يحفر أن يضبط، يحفروا له حفراً ويضبطوا بالبناء أو بالألواح حتى لا ينهدم، لا بأس بهذا عند الحاجة، أما البناء لا يبنى، يحفر لهم في الأرض، ويضبط التراب بألواح أو بحجارة حتى يستقر التراب فوق ذلك، هذا هو السنة، الدفن في الأرض لا البناء، أما البناء لا ينبغي، لكن إذا أرد الإحسان يحفر لهم حفراً مناسباً ويحيي السنة، لا يوافقهم على ما أحدثوا بل المؤمن يحيي السنة، ويدعو إليها، ويصبر على ما في ذلك من مشقة، هكذا ينبغي للمؤمن، ومن البلايا التي وقعت الآن في الناس .....ونهي طويل في البناء على القبور، قبر يكون في الأرض أو على سطح الأرض، ثم يبنى عليه قبة أو مسجد، هذا من البدع ومن المنكرات العظيمة، ومن وسائل الشرك وهذا واقع في مصر والشام والعراق وغير ذلك، وقد كان واقعاً في مكة المكرمة وفي البقيع حتى أنهى الله ذلك على يد الحكومة السعودية وأحسنت في ذلك جزاها الله خيراً لأنها أزالت البدع، والرسول - صلى الله عليه وسلم -نهى عن ذلك، نهى عن البناء في القبور وعن تجصيصها، وقال: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد)، هذا هو الواجب على حكام المسلمين، أن يمنعوا البناء على القبور وأن يمنعوا اتخاذ مساجد عليها، والصلاة عندها، وأن لا يطاف بها، وأن لا تدعى من دون الله ولا يستغاث بأهلها، كل هذا من المنكرات، لكن البناء من وسائل الشرك، أما دعاء الميت والاستغاثة بالميت، وطلب المدد، هذا من الشرك الأكبر، والعبادة لغير الله سبحانه وتعالى كما هو واقع في بعض البلاد، هذا ينبغي الحذر منه وتحذير الناس منه. أيها السادة إلى هنا نأتي إلى نهاية لقائنا هذا...