الإجابة:
وأما سؤال السائل: هل يتكلم الميت في قبره، فجوابه: أنه يتكلم،
وقد يسمع أيضاً من كلمه، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال: "إنهم يسمعون قَرْع
نعالهم" ، وثبت عنه في الصحيح أن الميت يسأل في قبره، فيقال
له: من ربك، وما دينك، ومن نبيك، فيثبت اللّه الذين آمنوا بالقول
الثابت، فيقول: اللّه ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، ويقال له:
ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول المؤمن: هو عبد اللّه
ورسوله، جاءنا بالبينات والهدى، فآمنا به واتبعناه، وهذا تأويل قوله
تعالى: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ
آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الآخِرَةِ} [إبراهيم: 27].
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها نزلت في عذاب القبر، وكذلك
يتكلم المنافق فيقول: آه، آه، لا أدرى ! سمعت الناس يقولون شيئًا
فقلته؛ فيضرب بِمِرْزَبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شىء إلا
الإنسان.
وثبت عنه في الصحيح أنه قال:"لولا ألا
تدافنوا، لسألت اللّه أن يسمعكم عذاب القبر مثل الذي أسمع"،
وثبت عنه في الصحيح أنه نادى المشركين يوم بدر، لما ألقاهم في
القَلِيب، وقال: "ما أنتم بأسمع لما
أقول منهم".
والآثار في هذا كثيرة منتشرة .
مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية - المجلد الرابع (العقيدة)