يتيمم من لم يستطع استعمال الماء

منذ أن كان عمري اثني عشر عاماً وأنا أصوم وأصلي الفروض الواجبة علي، وبعد خمس وعشرين سنة وقعت في المرض، والآن أشعركم أنني أتألم كثيراً من الماء، وأقوم بالتيمم، وحينما يأتي إليَّ المرض انقطع عن الصلاة، وجهوني تجاه هذه القضية جزاكم الله خيراً.

الإجابة

شفاك الله وعافاك، نسأل الله لك الشفاء والعافية من كل سوء، وأن يصلح قلبك ودينك، وأن يعيذنا وإياك من كل سوء وسائر المسلمين، وإذا كنت يضرك الماء فلا مانع من التيمم والله يقول سبحانه: فاتقوا الله ما استطتعم، والذي يضره الماء حكمه حكم من لم يجد الماء، يتيمم والحمد لله، يضرب التراب على يديه ويمسح وجهه وكفيه بذلك، ويكتفي بهذا عن الماء، أما الصلاة فعليكِ أن تصلي على حسب طاقتك، إن استطعت قائمة صليت قائمة، وإن استطعت قاعدة صليت قاعدة، بدلاً من القيام إذا عجزت عن القيام، فإن لم تستطيعي القيام ولا القعود، فعليك أن تصلي على جنب، والأفضل على الجنب الأيمن إذا تيسر ذلك، فإن عجزت فصل مستلقية ورجلاك إلى القبلة، ولا يجوز ترك الصلاة أبداً، بل عليك أن تصلي على أية حال حسب الطاقة ما دام العقل موجود، والانتقال إن صليت قائمة وإن عجزت عن القيام صليت قاعدة، وإن عجزت عن القعود صليت على جنب، وإن عجزت عن القعود صليت مستلقية هكذا هدي النبي- صلى الله عليه وسلم- لما سأله بعض المرضي قال له- صلى الله عليه وسلم-: (صل قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب)، (فإن لم تستطع فمستلقياً)، هكذا رواه البخاري في الصحيح بدون ذكر الاستقلاء وزاد النسائي بإسناد جيد: ذكر الاستقلاء على الظهر، فالحاصل أن هذا هو الواجب على كل مريض أن يصلي على حسب طاقته ما دام العقل موجوداً أما إذا زال العقل سقط التكليف كالمجانين وأشباههم، نسأل الله لك الشفاء والعافية وأن يمن عليك بالصحة التي تعنيك على طاعة الله كما شرع الله سبحانه وتعالى.