المشروع الترفق في الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن ولاسيما لوكانت مع أحد الوالدين

والدي قد بلغ من العمر ما يقارب من الثانية والخمسين، يحافظ على الصلوات المكتوبة في أوقاتها، ولكنه كثير المزاح مع الناس ومع غير الصالحين والفاسدين بالفواحش والمنكر، فهذا يغضبني، ويجعلني لا أملك نفسي فأقوم بتوجيهه في نفس الوقت، وأمام هؤلاء الناس وهؤلاء الفاسدين بأسلوب متشدد جداً، فمثلاً أقول له: بأن هذا الكلام لا يقوله إلا الفاسد والفاسق، ولو مت يا أبي على هذه الحالة ستلقى الله وهو عليك غضبان، ولا أطيل عليكم فقد كنت متشدد معه، مع خوفي عليه من غضب الله، فماذا أفعل لو كان أسلوبي هذا يغضب الله؟

الإجابة

المشروع لك يا أخي الرفق والدعوة إلى الله بالحكمة والأسلوب الحسن، ولا سيما مع والدك، الله يقول -جل وعلا-: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا[طه:44]، لما أرسل موسى هارون إلى فرعون، لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى[طه: 44]، ويقول الله -جل وعلا- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ[عمران: 159]، ويقول الله -سبحانه-: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل: 125]، فنوصيك بالرفق بوالدك، ومخاطبته بالأسلوب الحسن بينك وبينه، حتى يهديه الله، عليك بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والرفق في نصيحته وتوجيهه إلى الخير، سواءً كان بين الناس أو بينك وبينه، نسأل الله أن يهديه وأن يعيذه من الشيطان.