الإجابة:
سبب نزول عيسى بن مريم عليه السلام أن آخر جولة في الصراع بين الخير
والشر الذي يختم هذه الحياة الدنيا ، ستكون بين المسلمين من جهة ،
واليهود والنصارى من جهة ، وسيكون أيضا صراعا دينيا ، أي على العقيدة
، ومعلوم أن الخلاف العقائدي بين الذين يمثلون الخير والحق وهم
المسلمون ، وبين الذين يمثلون الباطل والشر وهم اليهود ( المغضوب
عليهم ) والنصارى ( الضالون ) ، الخلاف العقائدي هو على حقيقة
عيسى بن مريم عليه السلام .
فالمسلمون يؤمنون أنه عبد الله ورسوله ، وقد صدق الأنبياء قبله وبشر
بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمر باتباعه ، والنصارى يجعلونه إلها تعالى
الله عما يقول الكافرون علوا كبيرة ، واليهود يشتمونه ويتهمونه
بالعظائم ، ورغم الخلاف الذي بين اليهود والنصارى ، ولكنهم اليوم
تحالفوا معا على المسلمين .
وبنزول عيسى بن مريم تحسم المعركة العقائدية لصالح فسطاط أي ( معسكر)
الخير ، ضد فسطاط ( معسكر ) الشر وهم اليهود والنصارى ، وذلك أنه
عندما ينزل يصلي خلف إمام المسلمين المهدي ، إشارة إلى أنه ينزل ليتبع
وينصر عقيدة الإسلام ، ثم يكسر الصليب إشارة إلى بطلان عقيدة النصارى
، ويقتل الخنزير إشارة إلى بطلان شريعتهم أيضا ، وتحسم المعركة
العسكرية أيضا لصالح المسلمين ، كما صح في الأحاديث ، ويقتل المسلمون
الذين مع عيسى بن مريم عليه السلام اليهود الذين مع الدجال ، وتكون
هذه آخر مواجهة بين أهل الحق والباطل ، بعدها يخرج أخر شر عام على
الناس وهم يأجوج ومأجوج ولكن لايكون بين المسلمين وبينهم مواجهة بل
يهلكهم الله تعالى ، ثم يحكم الاسلام كل الأرض ، ثم يقبض الله أرواح
المؤمنين ، ويبقى شرار الخلق عليهم تقوم الساعة
والله أعلم.