هل تؤجر الأم بتربيتها لبناتها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن وسقاهن وكساهن، كن له حجاباً من النار)، السؤال: هل يكن حجاباً من النار لوالدهن فقط أم حتى الأم شريكة في ذلك؟ وإن عندي ولله الحمد ثلاث بنات.

الإجابة

هذا عام يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من ولي ابنتين فأحسن إليهن كن له ستراً من النار), وهكذا لو كن أخوات, أو عمات, أو خالات, ونحو ذلك المعنى واحد, فإذا كن ابنتان, أو أختان, أو عمتان, أو نحو ذلك فإن المعنى واحد إذا أحسن إليهما, أو كانوا أكثر من ثنتين كالثلاث, أو الأربع أو نحو ذلك من باب أولى فإنه متى أحسن إليهن فإنه بذلك يستحق الأجر العظيم, وأن يحجب من النار ويحال بينه وبين النار لعمله الطيب, وهذا في المسلمين وهذه من أعمال المسلمين, المسلم الذي يعمل هذه الخيرات يكون قد تسبب في نجاته من النار, والنجاة من النار ودخول الجنة لها أسباب كثيرة فينبغي للمؤمن أن يستكثر منها, فالإسلام نفسه هو السبب الوحيد والأصل هو الأساس في دخول الجنة والنجاة من النار وهناك أعمال إذا عملها المسلم موعود بالجنة والنجاة من النار مثل لو رزق بنات أو أخوات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار, ومثل من مات له أفراط لم يبلغ الحنث كان له حجاب من النار, قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من مات له ثلاثة أفراط كان له حجراً من النار ، قالوا: يا رسول الله أو اثنين قال: أو اثنين), ولم يسألوه عن الواحد, وجاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يقول الله- عز وجل-: (ما لعبدي المؤمن جزاءً إذا أخذت صفيه من الدنيا فاحتسبه إلا الجنة), فبين-سبحانه وتعالى-أنه ليس لعبده المؤمن له جزاء إذا أخذ صفيه أي محبوبه من أهل الدنيا فصبر واحتسب إلا الجنة, فالواحد من ذلك يدخل الواحد من أولاده إذا أخذه الله وقبضه فاحتسب وصبر له الجنة هذا فضل عظيم, وهكذا زوجته, وهكذا أخوه, وهكذا أبوه إلى غير ذلك. بارك الله فيكم ، وجوه هذا الإحسان لو تكرمتم؟ الوجوه كثيرة مثل ما يكون من ذلك الإحسان للبنات بتربيتهن التربية الإسلامية وتعليمهن وإرشادهن, والحرص على عفتهن وبعدهن عما حرم الله من التبرج وغيره, وتربية الأخوات كذلك, أو الأولاد الذكور كذلك إلى غير ذلك من وجوه الإحسان حتى يتربى الجميع على طاعة الله ورسوله, والبعد عن محارم الله, والقيام بحق الله- سبحانه وتعالى-. بارك الله فيكم ، إذاً ليس المقصود هو الأكل والشرب والكسوة فقط؟ لا ، الدين أعظم. بارك الله فيكم ، هل يشترط اجتناب الكبائر كما هو معلوم في مثل هذه القواعد؟ نعم قاعدة ، هذه الوعود العظيمة من الله-جل وعلا-, ومن النبي - صلى الله عليه وسلم - عند جمهور أهل العلم مقيدة باجتناب الكبائر؛ لأن الله قال- سبحانه-: (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا), فبين- سبحانه- أن من شرط دخول الجنة وتكفير السيئات اجتناب الكبائر قال: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا, فدل ذلك على أن من لم يجتنبها لا يحصل له هذا الجواب, إن شرطية (إن تجتنبوا) والجواب نكفر، وهذه قاعدة أن الجواب مرتب على الشرط, فمتى وجد الشرط وجد الجواب والجزاء وإلا فلا, فعلى المؤمن أن يبتعد عن الكبائر ويحذرها وهكذا المؤمنة, والكبائر المعاصي العظام التي جاء فيها الوعيد بلعنة, أو غضب, أو نار أو فجاء فيه حد في الدنيا مثل الزنا, والسرقة, والعقوق للوالدين, وقطيعة الرحم, وأكل الربا, أكل مال اليتيم, الغيبة, والنميمة السب والشتم إلى غير هذا من الكبائر, فالواجب الحذر منها غاية الحذر, ومن هذا ما ورد في الحديث الصحيح يقول-عليه الصلاة والسلام-: (الصلوات الخمس, والجمعة إلى الجمعة, ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغشى الكبائر), وفي الفظ آخر: (إذا اجتنب الكبائر), فدل ذلك على أن هذه العبادات العظيمة إنما تكفر بها السيئات عند اجتناب الكبائر, فهي مطابقة للآية الكريمة هذه الأحاديث مطابقة للآية الكريمة، وكذلك قوله لما توضأ مرة- صلى الله عليه وسلم - الوضوء الشرعي ذكر أن من توضأ فأحسن وضوءه غفر له, وقال في رواية: (ما لم تصب بمقتلة) وهي الكبيرة, فينبغي للمؤمن وكذلك المؤمنة أن يجتهد كل منهما في اكتساب الخيرات, والمنافسة في الأعمال الصالحات مع الحذر من السيئات وتعاطيها ولاسيما الكبائر. بارك الله فيكم