حكم الاستمرار مع امرأة غير طائعة لربها

إنه مبتلاً بزوجة غير صالحة إلا أنها ابنة عمه ويتيمة أيضاً، وهي غير طائعة لربها -كما يقول- وبالتالي غير مطيعة له، ويرجو من سماحة الشيخ التوجيه، هل يخرجها أو يصبر عليها ، وبما توجهونه لو تكرمتم؟

الإجابة

أولاً ينظر في شأنها من جهة عدم طاعة ربها إن كانت لا تصلي فترك الصلاة كفر على أرجح قولي العلماء كما تقدم وإن كانت لا تجحد وجوبها, فمثل هذه لا ينبغي له أن يعاشرها, ولا يتصل بها حتى تتوب إلى الله, وترجع عن كفرها, وتقيم الصلاة, أما إن كانت مسائل أخرى تفعلها من بعض المعاصي, كالغيبة, أو بعض التساهل بالحجاب, أو ما أشبه ذلك من المعاصي, فإنه يفعل ما هو الأصلح فإذا رأى الصبر عليها ونصيحتها وتأديبها ولو بالضرب المناسب الذي لا يجرح ولا يكسر ضرب يؤدبها ويؤلمها, ولكن لا يضرها ضراً كثيراً مثل ما قال الله-جل وعلا-: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ, فالمؤمن يؤدب زوجته إذا لم تستقم بالوعظ والتذكير, ولا بالهجر, فله تأديبها التأديب المناسب الذي لا يضرها ولكن يؤلمها بعض الألم, ويخيفها حتى تستقيم على أمر الله, أو يخبر والدها, إن كان لها والد, أو أخاها إن كان لها أخ جيد حتى يقوم بنصيحتها, أو تأديبها ومساعدة زوجها عليها. يقول إنها يتيمة سماحة الشيخ؟ ولو أنها يتيمة اليتم لا يمنع من تأديبها, ونصيحتها, واليتيم يؤدب إذا أخطأ يؤدب, ويضرب إذا ترك الصلاة وهو ابن عشر ضرب, وإذا أساء الأدب ضرب حتى ..... على الخير وحتى يعتاد الخير ولو أنه يتيم, بعض الناس يحسب أن اليتيم لا يؤدب ولا يضرب, اليتيم يضرب إذا دعت الحاجة إلى ضربه ويؤدب ويسجن حتى يستقيم, حتى يتأدب الآداب الشرعية وإلا خرج كَلاًًّ على الناس ضرراً على الناس فاسداً ضائعاً ولا حول ولا قوة إلا به. إذاً يرى سماحة الشيخ أنه يناقش هذه البنت في موضوع الصلاة إن كانت جاحدة بوجوبها أو متساهلة أو متهاونة، ومن ثم يبدأ في عشرتها من جديد؟ ينظر أولاً في مسألة الصلاة، فإذا كانت تصلي يعلمها أن ترك الصلاة كفر، وأنها لا تستقيم له زوجة وهي تترك الصلاة، والواجب فراقها إلى أن تتوب، فإن تابت فالحمد لله وإلا اعتزلها حتى تتوب إلى الله، وإذا كانت فقيرة أنفق عليها إذا كان يستطيع، أو سعى لها في الإنفاق عليها لفقرها؛ لعل الله يهديها بذلك، ولعلها ترجع إلى الصواب، فإن أصرت رفع أمرها إلى ولاة الأمور تستاب فإن تابت وإلا قتلت، لأن من ترك الصلاة ولم يتب يقتل، نسأل الله السلامة. وإن كانت المسألة معاصي أخرى غير ترك الصلاة، معاصي دون ذلك فالمعاصي تعالج بالأدب، تأديبها، يؤدبها الزوج أو أبوها أو أخوها، مع النصيحة مع الوعظ والتذكير حتى تستقيم إن شاء الله، مع الإحسان إليها بالنفقة. إذاً باب المناقشة مفتوح؟ نعم. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام