لم يدفعوا لي نصيبي من الميراث لأنني بنت و متزوجة!

السؤال: وفيي والدي وترك إرثاً ولكن أمي وإخوتي لم يدفعوا لي نصيبي من هذا الإرث بحجة أنني بنت وأنني متزوجة وأمي تقول: أنا لا آكل الحرام، وعندما أموت تأخذين نصيبك، فما الحكم الشرعي في هذا؟ وبما تنصحون والدتي وإخوتي؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
فإن الله عز وجل قسم المواريث في كتابه أعدل قسمة وأفضلها، وبيّن نصيب كل وارث وأعطى كل ذي حقٍ حقه، ثم قال: {تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين} فالواجب أن يُعطى كل وارث نصيبه من تركة الميت ذكراً كان هذا الوارث أو أنثى متزوجاً أو غير متزوج، ومن تعدى أو ظلم فهو داخل في الوعيد المذكور في الآية.

وإنني أذكِّر هذه الأم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه" (رواه أحمد)، وبقوله عليه الصلاة والسلام: "من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: وإن كان قضيباً من أراك" (رواه مسلم). قال النووي رحمه الله: "إن هذه العقوبة لمن اقتطع حق المسلم ومات قبل التوبة. أما من تاب فندم على فعله ورد الحق إلى صاحبه وتحلل منه وعزم على ألا يعود، فقد سقط عنه الإثم" أ.ه .

ولا ينبغي لها أن تسوف في الأمر وتعلقه على ما بعد موتها. فماذا هي قائلة لربها إن لقيته وقد ظلمت بنتها وأكلت حقها وأعانت من جاروا عليها؟
أسأل الله أن يتوب علينا جميعاً إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.



نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية.