من حلف بالطلاق ألا يعير أحداً شيئاً

عندي حاجة نافعة مفيدة لكل إنسان، وهذه الحاجة أعطيتها لأحد أقاربي فضيعها، وحلفت بالطلاق طلقة واحدة إذا وجدتها لا أعطيها لأحد، وفعلا وجدت هذه الحاجة، وصار لها عندي خمسة عشر سنة، وكل إنسان يسألني عنها أقول ليست موجودة، خوفا أو احتفاظا بكلمة الطلاق، مع أنها موجودة عندي، فهل علي في ذلك إثم؟

الإجابة

هذا فيه تفصيل: فإن كانت الحاجة تنفع الناس فينبغي له أن يعيرها الناس، وينفع الناس والطلاق ينظر فيه، وأما إن كانت الحاجة ليس لها أهمية بالنسبة إلى الناس بالنسبة إلى أقاربه أو غيرهم فإن الأمر فيها سهل، وليس فيه حاجة إلى أن يسعى عن الطلاق، لكن الطلاق فيه تفصيل, فإن كان أراد بذلك منع نفسه من تسليم الحاجة لأحد من الناس ولم يرد إيقاع الطلاق وإنما أراد أن يمنع نفسه بهذا الطلاق من تسليمها للناس، فهذا عليه كفارة اليمين ويجوز له ولا حرج عليه إذا سلمها للناس ولا يقع طلاق، إذا كنت أيها السائل أردت بذلك منع نفسك من تسليم الحاجة لأحد من الناس ولم ترد إيقاع الطلاق، فإنه لا يقع طلاق بذلك وعليك كفارة يمين إذا أعطيتها أحداً من الناس، أما إن كنت أردت إيقاع الطلاق إن أعطيتها جمعاً من الناس فإنه يقع طلقة على زوجتك إذا أعطيتها أحداً من الناس والطلقة الواحدة لا تحرمها عليك لك المراجعة في الحال، لك أن تراجعها في الحال وتشهد شاهدين بأنك راجعت زوجتك فلانة وتصح الرجعة والحمد لله إذا أعطيتها لأحد هذه الحاجة وأنت تريد الطلاق إيقاع الطلاق، هذا إذا كانت المرأة لم تطلقها قبلها طلقتين, أما إذا كانت زوجتك قد سبق لها طلقتان فإن هذه الطلقة تحرمها عليك الطلقة الأخيرة إذا أعطيت الحاجة لأحد من الناس وأنت مريد إيقاع الطلاق تكن هذه الطلقة هي الثالثة وبها تحرم المرأة على زوجها حتى تنكح زوجاً غيره نكاحاً شرعياً، نكاح رغبة لا نكاح تحليل، ويقع ويطؤها الزوج الذي نكحها لا بد أن يطأها ثم يفارقها بعد هذا إما بموت أو طلاق. لكنه يسأل في آخر الرسالة أو ذكر أنه يكذب إذا سأله أحد عن هذه الحاجة قال: ليست موجودة عندي، وهي عنده، خوفا من وقوع الطلاق. هذا غلط والواجب عليه في هذا التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- فإن المؤمن ليس له أن يكذب, وإذا كان هناك حاجة لعدم بيان وجودها فيعرض بشيء، يقول ليست موجودة يعني في المكان المعين اللي ما هي فيه، أو ليست موجودة في أي محل معين، يعني ينوي مكاناً غير موجوداً في البيت، يعني في المجلس وهي في مكان آخر في المخزن, أو ينوي ليست عندي في الدهليز, أو ليست عندي في الدكان أوفي المكتب أو ما أشبه ذلك حتى يكون غير كاذب، يتأول في هذا حتى لا يقع عليه الكذب.