هل هناك حد أدنى لقيام الليل؟

السؤال: هل هناك حد أدنى لقيام الليل، وذلك بسبب قضاء معظم أوقات النهار في العمل لطلب الرزق؟

الإجابة

الإجابة: قال الله تعالى لرسوله: {فإذا فرغت فانصب}، قال أهل العلم: فرغت أي من عمل الدنيا، فانصب في العبادة، والنصب: هو التعب في العبادة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعب في العبادة، ففي صلاة الليل كان يتعب تعباً شديداً، يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، وتتفطر أي تتشقق من طول القيام، فكان يقوم قياماً لا يستطيعه كثير من الصحابة، مثلما قال عبد الله بن مسعود: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏فأطال القيام حتى هممت بأمر سوء!!" قال: قلنا وما هو؟ قال: "هممت أن أقعد".

وحديث حذيفة بن اليمان: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى!! فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى!! فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها!! ثم افتتح آل عمران فقرأها!! يقرأ مترسلاً إذا مر بآية تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان كل ركوعه نحوا من قيامه!! ثم قال: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع!! ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريباً من قيامه".

وهذا كله في ركعة واحدة. والشاهد من هذا أن أعظم الأوقات، وأحلاها للنبي صلى الله عليه وسلم كان وقت الصلاة والعبادة: "حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة"، وهذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة.

. والمسألة نسبية، قد تكون الصلاة في أول الأمر ثقيلة: {إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}، ولكن أهل قيام الليل ولا أقول عن نفسي بل أسمع منهم تجد أنهم في غاية السرور والنشاط والحضور من قيامهم الليل.

▪ وعلى كل حال ليس هناك حد أدنى لقيام الليل، فأدناه ركعة كما قال أهل العلم، ولكن بالنسبة لوقت أدنى القيام هو ثلث الليل، ومتوسطه نصف الليل، وأعلاه ثلث الليل، وأفضل قيام هو ما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "خير القيام هو قيام داود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه".

وأدنى القيام كما قال الله تبارك وتعالى: {إنه يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه، وطائفة من الذين معك}، وقال: {والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم}.