ما صحة هذا الدعاء؟

السؤال: "اللَّهُمَّ سَلِّم لنا رمضان، وسلمنا له، وتسلمه منا"، هل هذا الدعاء له جانب من الصحة، أم هو أَثَر؟ وإذا كان أثرًا؛ مَنِ الذي قاله؟!

الإجابة

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ الدعاء المذكور قد ورد في حديث عُبَادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا هؤلاء الكلمات إذا جاء رمضان: "اللَّهُمَّ سَلِّمْنِي لرمضان، وسلم رمضان لي، وتسلمه مني مُتَقَبَّلاً" (رواه الطبراني في "الدعاء"، والدَّيْلَمِيّ في "مسند الفردوس").

وإسناده ضعيف؛ فيه أبو جعفر الرَّازي، واسمه عيسى بن ماهان، قال ابن المديني: "كان يخلط"، وقال يحيى: "كان يُخْطِئ"، وقال أحمد: "ليس بالقوي في الحديث"، وقال أبو زُرْعَة: "كان يَهِمُ كثيرًا"، وقال ابن حِبَّان: "كان يَنْفَرِد بالمَنَاكِيرِ عن المَشَاهِير".

ورواه الطبراني -أيضًا- من قَوْل مَكْحُول: أنه كان يقول إذا دخل رمضان: "اللهم سَلِّمْني لرمضان، وسَلِّمْ رمضان لي، وتسلمه مني مُتَقَبَّلاً".

وروى الطَّبَرَانِيّ في الدعاء عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: "كان المسلمون يدعون عند حضرة شهر رمضان: اللهم أَظَلَّ شهر رمضان وحَضَر فَسَلِّمْهُ لي وسلمني فيه وتسلمه مني، اللهم ارزقني صِيَامَه وقِيَامَه صبرًا واحتسابًا، وارزقني فيه الجدّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأَعِذْنِي فيه من السَّآمَة والفترة والكسل والنُّعاس، ووفِّقْنِي فيه لليلة القدر، واجعلها خيرًا لي من ألف شهر".

وقال محمد بن نصر المَرْوَزِيّ في قيام رمضان: "قال الجريري: كانوا إذا حضر شهر رمضان يقولون: اللهم سَلِّمْنَا لرمضان وسَلِّمْ رمضان لنا، وسلم منا شهر رمضان وتقبله منا".

وقد ورد دعاء آخر عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اسْتَهَلَّ شهر رمضان استقبله بوجهه، ثم يقول : "اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والعافية المجللة، ودفاع الأسقام، والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، اللهم سَلِّمْنَا لرمضان، وسلمه لنا، وسلمه" (رواه ابن حِبَّان، والطبراني، وقال الهَيْثَمِيّ في "المجمع": "وفيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي، وفيه ضَعْف، وبقية رجاله ثقات". وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع")،، والله أعلم.