ما هو تفسير استواء الله عز وجل على عرشه؟

السؤال: ما هو تفسير استواء الله عز وجل على عرشه بأنه علوه تعالى على عرشه على ما يليق بجلاله؟

الإجابة

الإجابة: تفسير استواء الله تعالى على عرشه بأنه علوه تعالى على عرشه على ما يليق بجلاله هو تفسير السلف الصالح، قال ابن جرير إمام المفسرين في تفسيره: "من معاني الاستواء: العلو والارتفاع كقول القائل: استوى فلان على سريره يعني علوه عليه"، وقال في تفسير قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}: "يقول جل ذكره: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا" أ.ه. ولم ينقل عن السلف ما يخالفه.

ووجهه: أن الاستواء في اللغة يستعمل على وجوه:

الأول:أن يكون مطلقاً غير مقيد فيكون معناه الكمال كقوله تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى}.

الثاني: أن يكون مقروناً بالواو فيكون بمعنى التساوي كقولهم: استوى الماء والعتبة.

الثالث:أن يكون مقروناً ب: "إلى" فيكون بمعنى القصد كقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}.

الرابع: أن يكون مقروناً ب: "على" فيكون بمعنى العلو والارتفاع كقوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى}.

,ذهب بعض السلف إلى أن الاستواء المقرون ب: "إلى" كالمقرون ب: "على" فيكون معناه الارتفاع والعلو، كما ذهب بعضهم إلى أن الاستواء المقرون بعلى بمعنى الصعود والاستقرار إذا كان مقروناً بعلى.

وأما تفسيره بالجلوس فقد نقل ابن القيم في الصواعق 4/1303 عن خارجة بن مصعب في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} قوله: "وهل يكون الاستواء إلا الجلوس". أ.ه. وقد ورد ذكر الجلوس في حديث أخرجه الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً، والله أعلم.



مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب السماء والصفات.