معنى: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم}

السؤال: ما تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49]؟

الإجابة

الإجابة: هذه الآية معناها أن الله سبحانه وتعالى جعل الإيمان نوراً ولم يجعله قناعة عقلية ولا ثقافة ولا ميراثاً: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52]، فجعله آياتٍ بيناتٍ، يقذفها في قلوب عباده، فمن شاء الله به الخير قذف في قلبه نوراً من نور الإيمان يؤمن به، سواء كان مستواه العقلي ضعيفاً أو كان قوياً، وسواء كان مستواه الثقافي ضعيفاً أو قوياً، فلا عبرة بذلك.

إذا أراد الله بالإنسان الإيمان آمن ولو كان ذلك في طرفة عين كما حصل لسحرة فرعون، فإنهم عندما شاهدوا الآيات البينات وشاهدوا النور والحق خروا سجداً لله وقالوا: {آمنا برب هارون وموسى}، وعندما أراد فرعون صدهم عن الإيمان وتهديدهم بأنواع العذاب ألهمهم الله تعالى خلاصة علم الأولين والآخرين، فكل ما يُدرَّسُ في الكتب والمؤلفات والمحاضر والجامعات خلاصته هي هذه الجملة التي قالوها: {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} هذه خلاصة علم الأولين والآخرين، لا يدرس الإنسان علماً إلا نتيجته هي هذه.

وقوله: {بل هو آيات بينات} أي واضحات، والآيات: جمع آية وهي العلامة، ومن ذلك قول الشاعر:
ألا أبلغن قومي الكرام رسالة *** بآية ما كانوا ضعافاً ولا عزلاً
وكذلك قول عمر بن أبي ربيعة:
بآية ما قالت غداة لقيتها *** بمدفع أكنان أهذا المشهر
فالآية العلامة، والمقصود بها هنا علامة للقلب يطمئن إليها، وهذه العلامة هي النور الذي يبعث الله فيه.



نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.