ليس الدعاء وليس الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - من اللغو ، ولكن يكون سراً بينك وبين نفسك لا ترفع صوتك ، بل إذا سمعت شيئاً مما يجب الدعاء ، ودعوت في حال السر بينك وبين نفسك ؛ كالتأمين على الدعاء ، أو الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - لا حرج في ذلك ، ولكن يكون ذلك بصوت خفي بينك وبين ربك لا يشوش على من حولك ، وإن أنصت ولم تقل شيئاً فلا حرج عليك ؛ لأنك مأمور بالإنصات ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت). وهي أمر بمعروف ونهي عن منكر ، ومع هذا سماه لغواً - عليه الصلاة والسلام -، فعليك أن تنصت للخطبة، وتستفيد ، ويتعظ قلبك ، لكن لو دعوت سراً عندما يوجب الدعاء ، أو صليت على النبي - صلى الله عليه وسلم - سراً ، أو قلت آمين ، فنرجو أن لا يكون عليك حرج ؛ لأن الصلاة أعظم ، ويجوز فيها ذلك. فالحاصل أنك تقول ما تقول من الدعوات، أو الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - سراً بينك وبين ربك لا يكون فيها تشويش على من حولك ، والذين يرفعون أصواتهم بالصيحات هذا غلط ، لا يجوز هذا الكلام ، بل الواجب عليهم الإنصات والاستماع والإصغاء والتأدب حال الخطبة ، والدعوة التي ترجى إجابتها ممكنة سراً بينك وبين نفسك وبين ربك حين يجلس الإمام وبين الخطبتين ، وفي سجود الصلاة ، أما في حال الخطبة فتنصت وتقبل على الخطبة بقلبك للاستفادة منها ، وإذا أمنت على الدعوة ، أو صليت على النبي - صلى الله عليه وسلم - سراً ، فنرجو أن لا حرج عليك في ذلك ، ولكن مع العناية بالسرية ، وعدم التشويش على من حولك. جزاكم الله خيراً.