الإجابة:
الذي أراه أنه لا يجوز الاختلاط بين الرجال والنساء بعمل حكومي أو
بعمل في قطاع خاص أو في مدارس حكومية أو أهلية ، فإن الاختلاط يحصل
فيه مفاسد كثيرة ولو لم يكن فيه إلا زوال الحياء للمرأة وزوال الهيبة
من الرجال ، لأنه إذا اختلط الرجال والنساء أصبح لا هيبة عند الرجال ،
وهذا أعني الاختلاط بين الرجال والنساء خلاف ما تقتضيه الشريعة
الإسلامية ، وخلاف ما كان عليه السلف الصالح .
ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للنساء مكانا خاصا إذا
خرجن إلي مصلى العيد ، لا يختلطن بالرجال كما في الحديث الصحيح أن
النبي صلى الله عليه وسلم حين خطب في الرجال نزل وذهب للنساء فوعظهن
وذكرهن ، وهذا يدل على أنهن لا يسمعن خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
أو إن سمعن لم يستوعبن ما سمعن من الرسول صلى الله عليه وسلم . ثم ألم
تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "خير
صفوف النساء آخرها وشرها أولها وخير صفوف الرجال أولها وشرها
آخرها"وما ذلك إلا لقرب صفوف النساء من الرجال ، فكان شر
الصفوف ، ولبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف ، وإذا كان
هذا في العبادة المشتركة فما بالك بغير العبادة ، ومعلوم أن الإنسان
في حال العبادة أبعد ما يكون عما يتعلق بالغريزة الجنسية ، فكيف إذا
كان الاختلاط بغير عبادة فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في
العروق ، فلا يبعد أن تحصل فتنة وشر كبير في هذا الاختلاط .
والذي أدعو إليه إخواننا أن يبتعدوا عن الاختلاط وأن يعلموا أنه من
أضر ما يكون على الرجال كما قال صلى الله عليه وسلم:" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من
النساء " فنحن والحمد لله نحن المسلمين لنا ميزة خاصة يجب
أن نتميز بها عن غيرنا ، ويجب أن نحمد الله سبحانه وتعالى أن منّ
علينا بها ، ويجب أن نعلم أننا متبعون لشرع الله الحكيم الذي يعلم ما
يصلح العباد والبلاد ، ويجب أن نعلم أن من نفروا عن صراط الله عز
وجل وعن شريعة الله فإنهم في ضلال وأمرهم صائر إلي الفساد ، ولهذا
نسمع أن الأمم التي يختلط نساؤها برجالها أنهم الآن يحاولون بقدر
الإمكان أن يتخلصوا من هذا ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد . نسأل
الله أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء وشر وفتنة .