تخصيص الصلاة على النبي عليه السلام بعد الجمعة

السؤال: هل هذا الدعاء جائز؟ وهل ورد في السنة؟ علماً أنه يقال بعد كل صلاة جمعة وبشكل جماعي، وهو: (اللهم صل على نبينا محمد صلاة تنجينا من أهوال يوم القيامة، وتنجينا من النار، وترفع بها درجاتنا في الجنة).

الإجابة

الإجابة:

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال الصالحة، وهي مشروعة في سائر الأوقات، ويستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة كما جاء في الحديث، انظر: أبا داود (1047) وابن ماجة (1085) وغيرهم والحديث صححه الألباني، وتقرأ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مواضع معينة كما في التشهد، وكما في سائر الدعاء إذا أراد الإنسان أن يدعو فينبغي له أن يفتتح دعاءه بحمد الله والصلاة على رسوله عليه الصلاة والسلام، ولكن لا يجوز أن يخص الإنسان وقتاً أو مكاناً بذكر، أو دعاء، أو بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بدليل، ولم يدل دليل على استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الجمعة خصوصاً، فتخصيص ما بعد صلاة الجمعة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا دليل عليه.

إذن فهو بدعة، وكذلك رفع الصوت في هذه البدعة يجعلها أغلظ فإن الجهر بالأمور المحرمة والبدع أقبح من الإسرار بها، فعلى كل حال ينبغي للمسلم أن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في سائر الأوقات، ولكن لا على طريقة الصوفية الذين يتعبدون في حلق وبعبارات وأساليب من الصلاة على النبي عليه السلام تتضمن الغلو فيه، ويستعيضون بها عن تلاوة القرآن، ويفضلونها على تلاوة القرآن، فإن ذلك من أعظم المنكرات، والمشروع بعد الصلوات أن يأتي الإنسان بالأذكار المشروعة، مثل: أن يستغفر الله ثلاثاً، ويقول: "اللهم أنت السلام ومنك السلام"، وبعد هذا يسبح ويحمد ويكبر ثلاثاً وثلاثين إلى غير ذلك، والله أعلم.