التخلص من الزوج الذي لا يصلي

أختنا لها قضية مع زوجها تقول فيها: أحببت أن أعرض على سماحتكم مشكلتي التي تؤرقني وتحرمني لذة العيش وراحة البال، فأنا امرأة متزوجة منذ تسعة أعوام، وأنا والحمد لله أصلي، وأتعبد الله، وألبس اللباس الشرعي، وأسير على هدي القرآن الكريم والسنة المحمدية في حياتي،

الإجابة

الواجب عليك الذهاب إلى أهلك، والتخلص من هذا الزوج الظالم لنفسه؛ لأن ترك الصلاة كفر، وضلال، وقد ذهب جمع من أهل العلم -رحمة الله عليهم- إلى أن من تركها كفر أكبر وإن لم يجحد وجوبها، وزوجك هذا ليس ببعيد أنه يجحد وجوبها بسبب عناده وتركه لها، وبكل حال فالصواب أن من ترك الصلاة عمداً كفر، وإن لم يجحد وجوبها أما إذا جحد وجوبها أو استهزأ بها هذا كافر بالإجماع، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، أخرجه مسلم في صحيحه، وقال -عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن بإسنادٍ صحيح. وقال عبد الله بن شقيق العقيلي التابعي الجليل -رضي الله عنه ورحمه-: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يرون شيئاً تركه كفر إلا الصلاة. فذكر عن الصحابة أنهم يرون أن ترك الصلاة كفر، دون بقية الأعمال كالصوم ونحوه فالواجب عليك البعد عن هذا الرجل، والذهاب إلى أهلك، أو إلى مكانٍ تستقلين فيه أنت وأولادك، وابشري بالخير، والعاقبة الحميدة. نسأل الله له الهداية، نسأل الله أن يهديه وأن يعيذه من شر نفسه وشيطانه، وعليك بالاجتهاد في نصيحته بواسطة من يعرفه من الرجال الطيبين؛ لعل الله يهديه بأسبابهم، أما أنت فلا تمكثي عنده، ولا تمكنيه من نفسك، لا في جماعٍ ولا في غيره، هذا هو الصواب، وهو أرجح قولي العلماء في هذه المسألة ، ونسأل الله لك تفريج الكربة وتيسير الأمر، ونسأل الله له الهدية والرجوع إلى الصواب، ونسأل الله أن ييسر له من الإخوان الطيبين من يرشده ويعينه على طاعة الله ورسوله، وأن يرزقه الاستقامة، والبصيرة إنه سميع قريب.