كيف أستفيد من المنهيات المقترنة في حديث؟

السؤال: إذا ورد النهي في حديث عن أمر ما مقترناً بعدد من المنهيات المتجانسة، فكيف أستفيد من المنهيات المقترنة به في فهمه وتدبر معناه، مثال ذلك: النهي عن ربح ما لم يضمن ورد مقترناً بالنهي عن ثلاثة تعاملات، هي: سلف وبيع، وشرطان في بيع، وبيع ما ليس عندك. فما هي ضوابط الاستفادة من اقتران هذه المنهيات الثلاثة بالنهي عن ربح ما لم يضمن، في فهم معنى ربح ما لم يضمن، ونطاق إعماله ...إلخ؟ وهل يصح أن يقال: إن ورود هذه المنهيات في سياق واحد(مع تجانسها) لا يلزم منه ارتباط بعضها ببعض؟ زادكم الله علماً وتوفيقاً وهدى وسداداً.

الإجابة

الإجابة: الحمد لله؛ إن ورود جملة من المأمورات أو المنهيات في حديث مقترنةً في الذكر يحتمل أن يكون جمعُها من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون من الراوي، وقد يقترن بالسياق ما يدل على الاحتمال الأول مثل حديث: "اجتنبوا السبع الموبقات"، وقد يقترن به ما يدل على الاحتمال الثاني، كما في حديث: "لايمسن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء".

وأما حديث: "لا يحل سلف وبيع، إلخ"، فيحتمل أن يكون الرسول جمع بينها في كلامه، وقد يكون الراوي جمع بينها لأمر اقتضاه، ولا يلزم من جمع المأمورات أو المنهيات في الذكر التساوي في درجة الأمر والنهي وحكمِ هذه المأمورات أو المنهيات، حتى ولو كان جمعُها من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف إذا كان من الراوي؟

وهذه المنهيات الأربعة يجمعها أنها بيوع محرمة، لكل نوع حكمه وحكمته وحينئذ فيفهم كل نوع كما لو ورد مستقلا، فلا يستفاد من جمعها زيادة فهم لبعضها لأنه لا تلازم بينها غير أنها أنواع من البيوع المنهي عنها، هذا ما ظهر، والله أعلم.

أملاه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.



المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك