الإجابة:
الحمد لله؛ إن ورود جملة من المأمورات أو المنهيات في حديث مقترنةً في
الذكر يحتمل أن يكون جمعُها من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون من
الراوي، وقد يقترن بالسياق ما يدل على الاحتمال الأول مثل حديث:
"اجتنبوا السبع الموبقات"، وقد
يقترن به ما يدل على الاحتمال الثاني، كما في حديث: "لايمسن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من
الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء".
وأما حديث: "لا يحل سلف وبيع، إلخ"،
فيحتمل أن يكون الرسول جمع بينها في كلامه، وقد يكون الراوي جمع بينها
لأمر اقتضاه، ولا يلزم من جمع المأمورات أو المنهيات في الذكر التساوي
في درجة الأمر والنهي وحكمِ هذه المأمورات أو المنهيات، حتى ولو كان
جمعُها من النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف إذا كان من الراوي؟
وهذه المنهيات الأربعة يجمعها أنها بيوع محرمة، لكل نوع حكمه وحكمته
وحينئذ فيفهم كل نوع كما لو ورد مستقلا، فلا يستفاد من جمعها زيادة
فهم لبعضها لأنه لا تلازم بينها غير أنها أنواع من البيوع المنهي
عنها، هذا ما ظهر، والله أعلم.
أملاه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك.
المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن
ناصر البراك