أيهما أفضل: الاجتماع على الطعام، أم الافتراق، وإذا أخذ الآكل نصيبه بصحن ولعق لإناء، ...

السؤال: أيهما أفضل: الاجتماع على الطعام، أم الافتراق، وإذا أخذ الآكل نصيبه بصحن ولعق لإناء، أليس هذا أفضل؟

الإجابة

الإجابة: السائل استشكل أمرين:

- الأول: أنه إذا اجتمع أناس على إناء كبير فيه طعام فهذا فيه خير، لكن لا نستطيع أن نلعق الطعام، أما لو أخذ كل واحد نصيبه بإناء صغير فإن كل واحد يستطيع أن يلعقه، وهذا خير، والإناء الذي يلعقه صاحبه يستغفر له كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه البركة حتى نلمس ثمارها في حياتنا.

ووالأحسن من ذلك أن نسكب في إناء كبير بمقدار بحيث لو اجتمع عليه هؤلاء يلعقونه، فنجمع بين البركتين وبين السنتين. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، عند أبي يعلى، أنه قال: "أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي"، وأخرج أبو داود وابن ماجة عن وحشي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعلكم تأكلون متفرقين"، فقال هذا الرجل: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه؛ فإنه يبارك فيه"، فالسنة أن نسكب بمقدار الحاجة وأن نجتمع على الطعام، فنتحصل على ثمرتين وبركتين وطاعتين حث عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعلماء الاجتماع يقولون: إن من الأمور التي لها أثر على الأخلاق أنواع الطعام والشراب. فالعائلة الواحدة لما تجتمع على طعام واحد تتفق أخلاقها.

أما هذه الأيام فأفراد العائلة الواحدة كل يأكل وحده وقد يأكلون من أصناف عديدة، فتختلف أخلاقهم، وهذا العمل مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، من أننا سنتبع سنن من قبلنا، فإنه من عمل أهل الكتاب، فهم لا يجتمعون وكل يأكل وحده.

وإن من علامات الساعة أن يكثر الطعم ولا يذكر اسم الله عليه!

.. فالسنة الاجتماع، وذكر اسم الله على الطعام، أما عند الضرورة إن أخذ الرجل مقداره بإناء فلا حرج، فقد أخرج الإمام البخاري بسنده إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم خادمه الطعام فإن لم يجلسه معه، فليناوله أكلة أو أكلتين، أو لقمة أو لقمتين؛ فإنه ولي حره وعلاجه"، فإن لم يجلس الخادم معه فإن يناوله بيده أكلة، فهذا لا حرج فيه عند الحاجة، وإلا فالأصل الاجتماع ولعق الإناء، والله أعلم.