الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فاعلم أن الخِطْبَة ما هي إلا وعدٌ بالزواج، فيشرع عدم العُدُولُ عنها بلا مبرِّر شرعيٍّ؛ لِمَا في ذلك مِن خُلْفٍ للوعد، وعدم الوفاء بالعهد، وأيضًا لِمَا يترتب عليه من ضرر بالمخطوبة، والأذى النفسي لها ولأهلها.
وأما إذا كان ثمَّ مبرر شرعي، فلا مانع من العدول عنها إن شاء الله تعالى.
والذي ننصحك به أن تنظر إلى الأمر برويَّة وهدوء، وتعالج القضية بحكمة وأناة؛ فإنه لا يجوز الحُكْم على المرأة من خلال بعض التصرفات، فإن الإنسان قد تأتي عليه من الظروف ما يُعَكِّر صفاءَ حياته؛ فيتصرف حينها بما لا يُحْمَد، فمن الظلم نَسْفُ حسناته بغلط وَقَع فيه.
كما أن الحساسِيَّة الزائدة تُجاهَ تصرفات خطيبتك وأهلها، تجعلك تُأوِّل هذه التصرفاتِ تأويلات خاطئة، تتنامى في عقلك لتُكوِّن فكرة سلبية، نتيجة إعطائها قَدْرًا أكبر من حجمها؛ فلا يجوز لك الحُكْم على خطيبتك وأهلها من خلال هذه الحسَّاسِيَّة.
والحاصل أنه إذا تبيَّن لك - بعد التروِّي والتفكير- أن هذه المرأة قد تسبب لك مشاكل نفسية، وتخشى أن لا يُؤْدَمَ بينكما، فلا بأس بفسخ الخِطْبَة، ولا يضر في ذلك طول المدة.
وأما إذا وجدتَ أنها تتحسن بالنصح والتوجيه، وأن مميزاتها أكثر عيوبها؛ فعليك بالاستمرار معها، وحاول أن تُغيِّر من حساسِيَّتك الزائدة؛ حتى لا تجلب على نفسك وعلى المحيطين بك المتاعبَ.
ونودُّ تنبيهك إلى أن هذه المرأة لا تزال أجنبية عنك ما دمت لم تعقد عليها؛ فلا يجوز لك التحدث معها في علاقة الرجل بزوجته، ولا تتحدث معها إلا بمقدار الضرورة، ونسأل الله أن يُلهِمَك رُشدَك، ويُعيذَك من شر نفسك،، والله أعلم.