هل تترك بعض السنن لأجل تأليف الناس

يقوم بعض الشباب عندنا باتباع السنة، مثل جلسة الاستراحة في الصلاة وغيرها من الأفعال، ولكن كل ذلك يولد نزاعاً من قبل بعض الشيوخ في المسجد مع الشباب، فهل ترون أن نترك السنة ونكسب هؤلاء أفضل؟ أم العكس؟ أم ماذا؟

الإجابة

المحافظة على السنة أمر مطلوب، ولكن السنة سنتان: فريضة، ونافلة. أما الفريضة فلا بد منها، وذلك أن تصلي كما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، تطمئن في ركوعك وسجودك، وتقرأ الفاتحة، هذا أمر لا بد منه في الفريضة. أما النوافل مثل سنة الاستراحة، مثل وضع اليدين على الصدر: وضع اليمنى على اليسرى على الصدر، وما أشبه ذلك من السنن، هذه إن فعلها الإنسان لإحياء السنة هذا مطلوبه أفضل، وإن تركها تأليفاً للجماعة الذين لم يعرفوا هذه السنة ولم يطمئنوا إليها لجهلهم أو لتقليدهم حتى يكسبهم في أداء الفرائض، وترك المحارم فهذا حسن؛ لأن تحصيل الفرائض مقدم، وترك المحارم أمر مقدم على النوافل، فالمؤمن الداعي إلى الله يعمل الأصلح فيجتهد في توجيه الناس إلى ما أوجب الله عليهم وتحذيرهم مما حرم الله عليهم، ويحرص على ما يؤلف قلوبهم ويرغبهم في الخير، فإذا اطمأنوا وعرفوا أنه عنده النصح، واطمأنوا إلى تعليمه وتوجيهه، فبإمكانه بعد ذلك أن يرشدهم إلى السنن التي قد تخفى عليهم من جلسة الاستراحة، فإنها سنة على الأرجح، وبعض أهل العلم لا يرها سنة، وإنما يراها في حق المريض والعاجز، ولكن الصواب أنها سنة، وهي جلسة بعد الأولى من الصلاة وبعد الثالثة في الرباعية، وبعد الأولى في كل صلاة، جلسة خفيفة ثم يذهب إلى الثانية وإلى الرابعة. فإذا فعل هذا فهي سنة كما ثبت ذلك من حديث مالك بن حويرث، وأبي حميد الساعدي، وإن ترك ذلك تأليفاً لجماعته وقومه وما أشبهه من السنن التي ليست واجبة فلا حرج كما تقدم. والخلاصة أن الداعي إلى الله ينظر الأصلح ويحرص على اكتساب قومه وجماعته وأهل بلده في أداء الفرائض وترك المحارم، وإن تركوا بعض السنن، فالأهم كل الأهم حفظهم للفرائض وعنايتهم بها، وابتعادهم عن المحارم. أما تركهم بعض السنن فلا يضرهم ذلك، وفي إمكانهم بعد الطمأنينة إلى الداعي وبعد معرفتهم لنصحه واطمئنانهم إليه وثقتهم به ففي إمكانهم بعد هذا أن يقبلوا منه ما خالف عادتهم، والله المستعان. أحسن الله إليكم