ليس كل شيء وجد بعد النبي يكون حراماً

والدي رجل ديّن ولكنه غير متعلم، إذ أنه يقول إن الصابون حرام، ويستدل بقوله إن الرسول - صلى الله عليه وسلم-لم يعرف الصابون، وإن الصابون لا يعرفه إلا الكافرون، أرجو أن توجهونه إلى الطريق الصحيح حيث أنه من المتابعين لبرنامجكم

الإجابة

الصابون لا حرج فيه، وليس كل شيء وجد بعد النبي يكون حراماً، لا، غلط، يوجد أشياء بعد النبي - صلى الله عليه وسلم- من الأطعمة التي ظهرت بين الناس، والألبسة والأواني كلها لا حرج فيها، إنما يُنهى عن الشيء الذي نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم- وأما الشيء الذي ما نهى عنه عليه الصلاة والسلام ولا حرمه، فإنه مباح، ولو كان غير موجود في عهده - صلى الله عليه وسلم-في المدينة، فالأرز ما كان معروفاً في المدينة في عهده - صلى الله عليه وسلم-ومع هذا هو من أطيب الطعام، وهكذا أنواع من الصيد لم تكن في المدينة كصيد البحر وصيد البر ومع هذا هي حلال، وهكذا الملابس بعضها غير موجودة في المدينة وهي طيبة إذا كانت من غير الحرير أما الحرير فلا يباح للرجال خاصة، ويباح للنساء، وهكذا الأواني إنما حرم منها - صلى الله عليه وسلم-آواني الذهب والفضة، أما أواني الحديد، أواني الخشب، أواني الحجارة، وأواني أنواعاً أخرى من المواد لا حرج فيها، إنما يحرم ما حرمه الله ورسوله، الأواني من الذهب والفضة، ولا يقال للشيء الذي ما وجد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم-لا يجوز، لا هذا غلط، فالصابون أو الأشنان أو غير ذلك مما لم يوجد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم- لا بأس باستخدامه، لا بأس أن يستخدم الإنسان الصابون أو الأشنان أو يستعمل شيئاً آخر يزيل الوسخ أو يزيل الدسم وإن كان غير معروف في عهده -صلى الله عليه وسلم-، ولو كان غير الصابون، فالحاصل أن كون الشيء وجد بعد النبي - صلى الله عليه وسلم- لا يوجب تحريمه، إنما المحرم ما حرمه الله رسوله، سواء كان موجوداً في عهده - صلى الله عليه وسلم-أو بعد عهده عليه الصلاة والسلام.