نصيحة لاستقبال رمضان

ما نصيحتكم للمسلمين ونحن نستقبل هذا الشهر الفضيل؟

الإجابة

نصيحتي للمسلمين جميعاً أن يتقوا الله جل وعلا وأن يستقبلوا شهرهم العظيم بتوبة صادقة، بتوبة نصوح من جميع الذنوب وأن يتفقهوا في دينهم ويتعلموا أحكام صومهم، أحكام قيامهم، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:إ(ذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان أول ليلةٍ من رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وصفدت الشياطين وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار في كل ليلة)، وكان يقول - صلى الله عليه وسلم -لأصحابه : (أتاكم رمضان، شهر بركة، شهر يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم رحمة الله)، معنى أروا الله من أنفسكم خيرا، يعني سارعوا في الخيرات، سارعوا في الطاعات، ابتعدوا عن السيئات، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) (ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، (ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ويقول صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له، يقول الله جل وعلا : كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به. ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، فالوصية لجميع المسلمين أن يتقوا الله، وأن يحفظوا صومهم ويصونوه من جميع المعاصي، ويشرع لهم الاجتهاد في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات، من الصدقات والإكثار من قراءة القرآن والتسبيح والتهليل، والتحميد والتكبير والاستغفار ، هذا شهر القرآن ، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، يشرع للمؤمنين الاجتهاد في قراءة القرآن بالتدبر والتعقل ليلاً ونهاراً، هذا شهر القرآن، فيستحب للرجال والنساء الإكثار من قراءة القرآن ليلاً ونهاراً، كل حرف ٍ بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، مع الحذر من جميع السيئات والمعاصي، مع التواصي بالحق، مع التناصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا شهر عظيم، تضاعف فيه الأعمال، وتعظم فيه السيئات، فالواجب على المؤمن أن يجتهد في أداء ما فرض الله عليه، وأن يحذر ما حرم الله عليه، وأن تكون عنايته برمضان أكثر وأعظم كما يشرع له الاجتهاد في أعمال الخير من الصدقات وعيادة المريض واتباع الجنائز وصلة الرحم، وكثرة القراءة، كثرة الذكر والتسبيح والتهليل، والاستغفار، وكثرة الدعاء إلى غير هذا من وجوه الخير، يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، نسأل الله أن يوفق المسلمين لما فيه الخير، ونسأل الله أن يبلغنا وجميع المسلمين صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً، ونسأل الله أن يمنحنا وجميع المسلمين في كل مكان الفقه في الدين، والاستقامة عليه، والسلامة من أسباب غضب الله وعقابه، كما أسأله سبحانه أن يوفق جميع ولاة المسلمين، نسأل الله أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين، نسأل الله أن يوفق جميع أمراء المسلمين، نسأل الله أن يهديهم، وأن يصلح أحوالهم، ونسأل الله أن يوفقهم لتحكيم شريعته، نسأل الله أن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباد الله، تحكيم القرآن والسنة، في جميع أمورهم، في عباداتهم وأعمالهم وجميع شؤونهم، نسأل الله أن يوفقهم لذلك، عملاً بقوله جل وعلا: وأن احكم بينهم بما أنزل الله، وعملاً بقوله جل وعلا: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون، وعملا ًبقول الله سبحانه: فلا وربك حتى يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما، وعملا ً بقوله سبحانه: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا، وعملاً بقول الله سبحانه: قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول، وقوله سبحانه: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، هذا هو الواجب على جميع المسلمين، وعلى أمراءهم، يجب على أمراء المسلمين، وعلى علمائهم وعلى عامتهم أن يتقوا الله وأن ينقادوا لشرع الله، وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم، لأنه الشرع الذي به الهداية والعصمة وبه رضا الله وبه الوصول إلى الحق الذي شرعه الله، وبه الحذر من الظلم، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.