حكم تارك الصلاة

لماذا إذا لم يصلّ الشخص يكون خارجاً عن الملة، وإذا تاب لا يقضي صلواته التي لم يصلها، ولماذا يقضي صومه إذا تاب، علماً بأني لم أكن أصلي من قبل، أفيدوني عن هذه القضايا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فينبغي أن يعلم أن الأحكام الشرعية إنما تؤخذ عن الله ورسوله عليه الصلاة والسلام لا عن آراء الناس، فالأحكام التي يحكم بها على العباد في كفرٍ أو إيمان أو طاعة أو معصية إنما تؤخذ عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام فمن ترك الصلاة فقد حكم عليه الرسول بأنه كافر، كما أن من أشرك بالله وعبد غير الله فقد حكم الله عليه وهكذا من استهزأ بالله ودينه حكم الله عليه بأنه كافر، أما من ترك الصيام فيكون عاصي لأن الله ما حكم عليه بالكفر ولا رسوله، فهو عاصي ويؤمر بالقضاء، أما من ترك الصلاة فإنه يكفر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -في الحديث الصحيح: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، رواه مسلم في صحيحه، وقوله عليه الصلاة والسلام: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها قد كفر)، خرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه، وهناك أحاديث أخرى كلها تدل على كفر تارك الصلاة لأنها عمود الإسلام وأعظم الأركان بعد الشهادتين فلهذا كفر تاركها، وإذا أسلم لا يؤمر بالقضاء لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم -لم يأمر الذين ارتدوا ثم أسلموا أن يقضوا، بل قبل منهم إسلامهم ولم يأمرهم بالقضاء، وهكذا الصحابة رضي الله عنهم لما قاتلوا أهل الردةلم يأمرهم بالقضاء بعدما أسلموا، لأن الإسلام يجب ما قبله، الإسلام توبة عظيمة تهدم ما قبلها، ولأن مطالبة الإنسان بقضاء ما فاته في حال الردة، قد ينفره من الإسلام، وقد يحول بينهم وبين الدخول في الإسلام، فكان من حكمة الله ومن إحسانه إلى عباده أن جعل الإسلام يهدم ما كان قبله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الإسلام يهدم ما كان قبله)، فمن أسلم غفر الله له ما مضى من شركٍ وغيره، أما من ترك الصيام فإنه مسلم لا يكون كافراً إذا كان لم يجحد الوجوب، إذا كان ما جحد وجوب صوم رمضان، بل يعلم أنه واجب عليه ولكن تكاسل فأفطر في بعض الأحيان هذا يكون عاصياً وعليه القضاء والتوبة إلى الله سبحانه وتعالى.