الاستماع للأغاني

الأخ هارون أيضاً يقول: إن نساء هناك يستمعن إلى الأغاني ويرجو من سماحة الشيخ النصيحة؟

الإجابة

نصيحتي لجميع الرجال والنساء عدم استماع الأغاني, فالأغاني خطرها عظيم وقد بلي الناس بها في الإذاعات, وفي التلفاز, وفي أشياء كثيرة من الأشرطة وهذا من البلاء, فالواجب على الإنسان من الرجال والنساء أن يحذروا شرها, وأن يعتاضوا عنها بسماع ما ينفهم من كلام الله-عز وجل- ومن سماع كلام رسوله-عليه الصلاة والسلام-ومن كلام أهل العلم الموفقين في أحاديثهم الدينية, وندواتهم, ومقالاتهم كل ذلك ينفعهم في الدنيا والآخرة أما الأغاني فشرها عظيم, وربما سببت للمؤمن انحرافاً عن دينه, والمؤمنة كذلك, وربما أنبتت النفاق في القلب في كراهة الخير؛ لأن النفاق هو كراهة الخير وحب الشر إظهار الإسلام وإبطان سواه, فالنفاق خطره عظيم, والأغاني تدعوا إليه فإن من اعتادها ربما كره سماع القرآن, وسماع النصائح والأحاديث النافعة, وأحاديث الرسول- عليه الصلاة والسلام- وربما جرته إلى حب الفحش والفساد, واعتياد الفواحش والرغبة فيها, والتحدث مع أهليها, والميل إليهم, فالواجب على أهل الإيمان من الرجال والنساء الحذر من شرها يقول الله-عز وجل في كتابه العظيم: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يقول علماء التفسير إن لهو الحديث هو الغناء ويلحق به كل صوت منكر من المزامير, وآلات الملاهي هكذا قال أكثر علماء التفسير- رحمة الله عليهم- وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "هو الله الغناء وكان يقسم على ذلك" ويقول: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينب الماء البقل يعني الزرع" ومعنى ذلك أنه يسبب للإنسان كراهة الخير وحب الشر كراهة الذكر والقرآن ونحو ذلك وحب الأغاني والملاهي وأشباه ذلك وهذا نوع من النفاق؛ لأن المنافق يتظاهر بالإسلام ويكرهه في الباطن يتظاهر بأنه مؤمن وهو في الباطن ليس كذلك يتظاهر بحب القرآن وهو بالباطن ليس كذلك, فالأغاني تدعوا إلى ذلك تدعوا إلى كراهة سماع القرآن والاستماع له وتدعوا إلى كراهة سماع الذكر والدعوة إلى الله, ويدعوا أهله إلى خلاف ذلك من مجون وحب الباطل وحب الكلام السيئ وحب الكلام في الفحش والغناء والمحبة ونحو ذلك مما يتسبب عن الغناء مما يجر إلى انحراف القلوب, ومحبتها لما حرم الله, وكراهتها لما شرع الله سبحانه وتعالى, وهذا واضح ممن جرب ذلك, فإن من جرب ذلك وعرف ذلك يعلم هذا, وهكذا الذين عرفوا أصحاب الغناء, وعرفوا أحوالهم يظهر عليهم من الانحراف, والفساد بسبب حبهم للغناء ما هو شر عظيم, وفساد كبير لمن اعتاد ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.