كيف نحصل الخشية ونهذب النفس؟

السؤال: لدينا بعض الأسئلة نطلب من أصحاب الفضيلة المشايخ الكرام التكرم بالرد عليها؛ لعل الله ينفعنا بها -ونحن على مدارج السالكين-: المسألة الأولى -وهي الأعظم-: إذا استمعت القرآن من أحد المشايخ ذوي الصوت الحسن، خشعت واستكنت وذرفت عيني، لكن إذا ما قمت للصلاة، و قرأت أنا بصوتي، فتجدني لا أبكي البتة، ولا أستشعر تلكم الحلاوة التي نجدها عند الاستماع للقرآن بصوت المشايخ ذوي الصوت الحسن. المسألة الثانية: كيف نهذب النفس بشكل عملي على قلة النوم وترويضها على قلة النوم وكثرة الجد والتحصيل؟ المسألة الثالثة: كيف نورث الخشية من الله في قلوبنا فوالله، إننا لا نعظم شعائر الله كما ينبغي، ولا نستقيم إلا نادرًا، ونعبد الله إذا وافق الشرع الهوى، والله المستعان، فأنا أذكر الله وأعلم أنه يراني، وأن الفعل محرم، وسيعاقبني، ورغم ذلك أفعله، وبعد الانتهاء أسعى للتوبة، وربنا الرحمن المستعان.

الإجابة

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فلا شك أن القرآن المرتل أشدُّ وقعًا على القلوب؛ لأنه يدعو إلى التفكر والتدبر، خاصة إذا كان القارئ حسن الصوت، يراعي الوقف المناسب، ويتدبر المعاني، ويتأثر بما في القرآن من وعد ووعيد؛ فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ، حسبتموه يخشى الله" (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

وقد نُهِيَ عن الإسراع في القراءة، والذي ينتج عنه الإخلال بالمدود، أو مخارج الحروف، وتغيير صفاتها؛ فقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رجلًا قال له: "إني أقرأ المُفصَّل في ركعة واحدة". فقال له: "هذًّا كهذِّ الشعر؟! إن قومًا يقرؤون القرآن لا يُجاوز تراقيَهُم! ولكن إذا وقع في القلب فيرسخ فيه نفع". وقال أيضًا: "لا تنثروه نثر الدَّقَل، ولا تَهذوه هذَّ الشعر، قِفوا عند عجائبه، وحرِّكوا به القلوب، ولا يَكن همُّ أحدكم آخر السورة".

قال شيخ الإسلام - في "مجموع الفتاوى" (11 / 590)-: "وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا واحدًا منهم يقرأ والباقون يستمعون، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: يا أبا موسى ذكرنا ربنا؛ فيقرأ وهم يستمعون، ومر النبي صلى الله عليه وسلم بأبي موسى وهو يقرأ، فجعل يستمع لقراءته، وقال: "لقد أوتي هذا مزمارًا من مزامير داود، وقال: يا أبا موسى لقد مررت بك البارحة وأنت تقرأ فجعلت أستمع لقراءتك، فقال: لو علمت أنك تستمع لقراءتي، لحبرته لك تحبيرًا"؛ أي: حسنته لك تحسينًا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، "زينوا القرآن بأصواتكم"، وقال: "لله أشد أَذَنًا للرجل حسن الصوت من صاحب القينة إلى قينته" وقوله: "مَا أَذِنَ اللَّهُ لشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ تَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ"؛ أي: سمع سمعًا، ومنه قوله: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [ الانشقاق: 2، 5]؛ أي: سمعت، والآثار في هذا كثيرة.

وهذا سماع له آثار إيمانية من المعارف القدسية، والأحوال الزكية، يطول شرحها ووصفها، وله في الجسد آثار محمودة: من خشوع القلب، ودموع العين، واقشعرار الجلد، وقد ذكر الله هذه الثلاثة في القرآن، وكانت موجودة في أصحاب رسول الله". اه.

وعليه فكي تشعر بعظمة القرآن، ويخشع قلبك عند قراءته؛ عليك بالآتي:

1- أن تقرأه مرتلًا؛ لما سئلت أم سلمة، عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: "فإذا هي تنعت قراءةً مفسرةً حرفًا حرفًا" (رواه الترمذي).

2- الجهر بالقراءة، وأقله أن تُسْمِعَ نفسك.

3- مراعاة حق الآيات، فإذا مر بآية سجدة سجد، وإذا مر بآية عذاب استعاذ، أو آية رحمة سأل الله من فضله.

4- تفريغ القلب -قدر الإمكان- من شواغل الدنيا وهمومها، فإذا فرغ القلب أصبح رقيقًا خاشعًا.

5- محاولة تحسين الصوت بالتلاوة مع حضور القلب وترك حديث النفس وتدبر معاني الآيات.

6- التخلي عن موانع فهم القرآن عند التلاوة، وقد ذكرها أبو حامد الغزالي في من "الإحياء": "فإن أكثر الناس مُنِعُوا عن فهم معاني القرآن؛ لأسبابٍ وَحُجُبٍ أسدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن... ومعاني القرآن من جملة الملكوت، وكل ما غاب عن الحواس ولم يدرك إلا بنور البصيرة، فهو من الملكوت.

وَحُجُبُ الفهم أربعة:
أولها: أن يكون الهم منصرفًا إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى أمره شيطان وُكِّلَ بالقراء ليصرفهم عن فهم معاني كلام الله - عز وجل - فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف يخيل إليهم أنه لم يخرج من مخرجه؛ فهذا يكون تأمله مقصورًا على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني، وأعظم ضُحْكَةً للشيطان من كان مطيعًا لمثل هذا التلبيس.

ثانيها: أن يكون مقلدًا لمذهب سمعه بالتقليد، وجمد عليه وثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع للمسموع، من غير وصول إليه ببصيرة ومشاهدة، فهذا شخص قيده معتقده عن أن يجاوزه؛ فلا يمكنه أن يخطر بباله غير معتقده، فصار نظره موقوفًا على مسموعه، فإن لمع برق على بعد، وبدا له معنى من المعاني التي تباين مسموعه، حمل عليه شيطان التقليد حملة، وقال: كيف يخطر هذا ببالك، وهو خلاف معتقد آبائك؛ فيرى أن ذلك غرور من الشيطان، فيتباعد منه ويحترز عن مثله.

ثالثها: أن يكون مصرًّا على ذنب، أو متصفًا بكبر، أو مبتلىً في الجملة بهوى في الدنيا مطاع، فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه، وهو كالخبث على المرآة؛ فيمنع جلية الحق من أن يتجلى فيه، وهو أعظم حجاب للقلب، وبه حُجِبَ الأكثرون.

وكلما كانت الشهوات أشدَّ تراكمًا، كانت معاني الكلام أشدَّ احتجابًا، وكلما خف عن القلب أثقال الدنيا، قرب تجلي المعنى فيه.

فالقلب مثل المرآة، والشهوات مثل الصدإ، ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة، والرياضة للقلب بإماطة الشهوات، مثل تصقيل الجلاء للمرآة. اه.

أما كثرة النوم: فإنه يفقرك العبد إذا احتاج الناس إلى أعمالهم لأنه يورث الكسل إذا كسلت لم تؤد حقا قال الإمام ابن الجوزي في التبصرة : الشبع يوجب ترهل البدن وتكاسله وكثرة النوم وبلادة الذهن ، وذلك بتكثير البخار في الرأس حتى يغطي موضع الفكر والذكر"

وقد أجاد الشاعر إذ يقول:

وَكَثرَةُ النَومِ نَقصٌ في الحَياةِ فَنم *** ثُلْثَ الحَياةِ وَقُم بِالثُلْثِ وَاشتَغِلِ

وقال أبو حامد -في "قوت القلوب"-: "فأما النوم فإن في مداومته طول الغفلة، وقلة العقل، ونقصان الفطنة، وسهوة القلب، وفي هذه الأشياء الفوت، وفي الفوت الحسرة بعد الموت،

ومما يعين على اعتدال النوم الاقتصاد في الطعام، وترك فضوله، وأخذ النفس بالشدة، وتحديد هدف يجد من أجله.

أما الخوف من الله عزَّ وجلَّ فمن أعظم منازل الدِّين، وأعلى شُعَب الإيمان، وهو رائدُ المسلمِ إلى إخلاص العمل لله، وإلى مراقبته في جميع الشؤون، وإلى ترك الذنوب.

قال ابنُ القيِّم: "وهي من أَجَلِّ منازل الطَّريق وأنفعها للقلب، وهي فرضٌ على كلِّ أحدٍ؛ قال اللهُ تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175]، وقال تعالى: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُون} [النور:51]، وقال: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن} [المائدة: 44]، ومدح أهله في كتابه وأثنى عليهم؛ فقال: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ . َالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون:57-61].

وقال إبراهيم بن سفيان: "إذا سَكَنَ الخوفُ القلوبَ أحرقَ مواضعَ الشَّهوات منها، وطردَ الدُّنيا عنها".

وقال ذو النُّون: "النَّاسُ على الطَّريق، ما لم يَزُلْ عنهم الخوفُ، فإذا زال عنهم الخوفُ؛ ضلُّوا عن الطَّريق".

وقال أبو عثمان: "صِدقُ الخوفِ هو الوَرَعُ عن الآثام، ظاهرًا وباطنًا".

وسمعتُ شيخَ الإسلام ابن تيمية -قدَّس الله رُوحَه- يقول: "الخوفُ المحمودُ: ما حَجَزَكَ عن محارم الله". اه باختصار.

أما الخوف من المحض من بطش الجبار سبحانه - لا إجلالًا لله تعالى ولا وحياءً منه سبحانه فلا يصحبه ترك المعصية، كخوف إبليس الذي لم يخف إلا لما رأى ما أمد الله به أولياءه من الملائكة، ثم لم يدفعه ذلك الخوف إلى الكف.

وهذا بخلاف خوف المؤمن الذي يحمله على ترك الذنب لقبحه، ولخوفه من عقاب الله ومكره، ورجاءً لما أعده لعباده المؤمنين.

أما الدواء الذي يستجلب به الخوف فقال -في "موعظة المؤمنين"-: "اعلم أن من قعد بعد القصور عن الارتفاع إلى مقام الاستبصار، فسبيله أن يعالج نفسه بسماع الأخبار والآثار؛ فيطالع أحوال الخائفين وأقوالهم، وينسب عقولهم ومناصبهم إلى مناصب الراجين المغرورين، فلا يتمارى في أن الاقتداء بهم أولى؛ لأنهم الأنبياء والأولياء والعلماء، وأما الآمنون فهم الفراعنة والجهال والأغبياء، أما رسولنا صلى الله عليه وسلم فهو سيد الأولين والآخرين، وكان أشد الناس خوفًا، وكيف لا يخاف المؤمنون كلهم وهو صلى الله عليه وسلم يقول: "شيبتني هود وأخواتها: سورة الواقعة، وإذا الشمس كورت، وعم يتساءلون" فقال العلماء : "لعل ذلك لما في سورة هود من الإبعاد كقوله تعالى: {أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ} [هود : 60]، {أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ} [هود : 68]، {أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} [هود : 95]، مع علمه صلى الله عليه وسلم بأنه لو شاء الله ما أشركوا؛ إذ لو شاء لآتى كل نفس هداها، وفي سورة الواقعة -[2 و 3]-: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ . خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ}؛ أي: جف القلم بما هو كائن، وتمت السابقة حتى نزلت الواقعة، إما خافضة قومًا كانوا مرفوعين في الدنيا، وإما رافعة قومًا كانوا مخفوضين في الدنيا.

وفي سورة التكوير: أهوال يوم القيامة، وانكشاف الخاتمة، وهو قوله تعالى: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ . وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ . عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير: 12 - 14].

وفي عم يتساءلون: {يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ}... الآية [النبأ : 40] ، وقوله تعالى: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38].

والقرآن -من أوله إلى آخره– مخاوف، لمن قرأه بتدبر، ولو لم يكن فيه إلا قوله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه : 82]، لكان كافيًا؛ إذ علق المغفرة على أربعة شروط يعجز العبد عن آحادها، وأشدُّ منه قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ} [القصص : 67]، وقوله تعالى: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ} [الأحزاب : 8]، وقوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ} [الرحمن : 31]، وقوله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}... الآية [الأعراف : 99]، وقوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود : 102]، وقوله : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}... الآيتان [الزلزلة : 7]، وكذلك قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر : 1 - 2]... إلى آخر السورة.

فهذه أربعة شروط للخلاص من الخسران، وإنما كان خوف الأنبياء مع ما فاض عليهم من النعم؛ لأنهم لم يأمنوا مكر الله تعالى: {فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف : 99]، وخوف الكاملين لا يصدر إلا عن كمال المعرفة بأسرار الله تعالى وخفايا أفعاله، ومعاني صفاته، فأجهل الناس من أمنه، وهو ينادي بالتحذير من الأمن، وكيف يؤمن تغير الحال، وقلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن؟ وإن القلب أشدُّ تقلبًا من القدر في غليانها؛ وقد قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "إن المؤمن لا يسكن روعه حتى يترك جسر جهنم وراءه".

وَرُوِيَ عن مخاوف الأنبياء والصحابة والتابعين ومن بعدهم ما لا يحصى، ونحن أجدر بالخوف منهم، ولكن صدتنا عن ملاحظة أحوالنا غفلتُنا وقسوتُنا، فلا قرب الرحيل ينبهنا، ولا كثرة الذنوب تحركنا، ولا خطر الخاتمة يزعجنا.

ومن العجائب أنا إذا أردنا المال في الدنيا، زرعنا وغرسنا واتجرنا، وركبنا البحار والبراري، وخاطرنا، ونجتهد في طلب أرزاقنا، ثم إذا طمحت أعيننا نحو الملك الدائم المقيم، قنعنا بأن نقول بألسنتنا: "اللهم اغفر لنا وارحمنا". والذي إليه رجاؤنا جل جلاله يقول: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم : 39]، {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33 وفاطر: 5]، {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار : 6]، ثم كل ذلك لا ينبهنا، ولا يخرجنا عن أودية غرورنا وأمانينا، فما هذه إلا محنة هائلة إن لم يتفضل الله علينا بتوبة نصوح يتداركنا بها؛ فنسأل الله تعالى أن يتوب علينا بمنه وفضله.
هذا؛ والله أعلم.