ما صحة (( ألا إن المرأة خلقت من الرجل فجعلت نهمتها...) وما معناه؟

قرأت في تفسير الحافظ ابن كثير الدمشقي قولاً لابن عباس رضي الله عنهما في تفسير أول سورة النساء، يقول ابن عباس: (ألا إن المرأة خلقت من الرجل فجعلت نهمتها في الرجل، وإن الرجل خلق من الأرض فجعلت نهمته في الأرض، فاحبسوا نساءكم)، ما معنى هذا القول، وهل يخالف الأحاديث الصحيحة؟ أفيدونا مشكورين، جزاكم الله خيراً.

الإجابة

لا أعلم صحة الأثر وأحتاج إلى مراجعة، لأني لا أذكر الآن صحة الأثر عن ابن عباس، وأما معناه واضح فإن حواء خلقت من آدم وهي أم بني آدم، كما قال جل وعلا( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ) ، فإن حواء خلقت من آدم عليه الصلاة والسلام وآدم نفسه خلق من الطين ولا شك أن النساء لهن شغف للرجال وتشوف للرجال وفتنة بالرجال، ولا شك أن الإنسان أيضاً له شغف بالأرض وزراعتها والاستفادة منها كل هذا واقع، ولا شك أنه يجب على الأمة أن تعتني بالنساء وأن تصونهن عن الفتنة بالرجال هذا أمر معلوم من الشرع، فالواجب على رب البيت أن يصون أهله عن الفتنة بالرجال من خروجهن متبرجات يراهن الرجال أو تعاطي ما يسبب الفتنة من الكلام مع الرجال أو غير هذا من أسباب الفتنة، قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيهما وينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) ، وقال عليه الصلاة والسلام: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء). فالفتنة بهن عظيمة وهن لا شك لهن ميول إلى الرجال وحرص على التمتع بالنظر إلى الرجال وربما حرصت كثيرا ً على مكالمته فيما يتعلق بأسباب الفاحشة فالواجب الحذر والمعصوم من عصمه الله والمحفوظ من حفظه الله. يسأل في نهاية سؤاله سماحة الشيخ: هل يخالف الأحاديث الصحيحة على افتراض صحة هذا الأثر؟ هل هناك ما يعارض .. ؟ لا أعلم في مخالفة الأحاديث الصحيحة بل ظاهر الأحاديث يوافق ذلك، لأن الفتنة بالرجال من النساء أمر معلوم، وهكذا الرجل يخدع بالمرأة،ولكن فتنتها به وكثرة ميلها إليه، وقلة صبرها أمر معلوم. فينبغي للمرأة أن تحذر وأن تبتعد عن أسباب الفتنة، وأن تحتجب عن الرجال وتصون نفسها، وأن يقوم أولياؤها بذلك أيضا، قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) ، وقال سبحانه وتعالى: ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) ، وقال سبحانه: (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ )... الآية. وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) هذا كله يبين عظم الخطر في تساهل النساء في البروز للرجال وعدم الحذر من الفتنة. الواقع سماح الشيخ هذا الموضوع يحتاج إلى طرح كثيرٍ من الأسئلة أرجو أن نتمكن من العودة إليه مستقبلاً إن شاء الله. نسأل الله ذلك.