التوسل بالجاه والبركة والحرمة والحق

هل التوسل يجوز بالجاه وبالبركة وبالحرمة، كأن يقول الإنسان: اللهم افعلي كذا بجاه الشيخ فلان، أو ببركة الشيخ فلان، أو بحرمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ونحو ذلك؟

الإجابة

التوسل بالجاه والبركة والحرمة والحق ليس بجائز عند جمهور أهل العلم؛ لأن التوسلات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع، ولم يرد في الشرع ما يدل على هذه التوسلات فلا يقول إنسان: اللهم اغفر لي بحق فلان أو بحق محمد أو بحق الصالحين أو بحق الأنبياء أو بجاه الأنبياء أو بحرمة الأنبياء أو بركة الأنبياء أو بحق الصالحين أو بركة الصالحين أو بركة علي أو بركة الصديق أو بركة عمر أو حق الصحابة أو حق فلان وفلان كل هذا لا يجوز، هذا خلاف المشروع وهو بدعة وليس بشرك لكنه بدعة لم يرد في الأدعية التي دعا بها النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعا به أصحابه - رضي الله عنهم -، وإنما يتوسل بما شرعه الله من أسماء الله - سبحانه وتعالى - وصفاته، ومن توحيده والإخلاص له ومن الأعمال الصالحات هذه الوسائل، قال الله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [(180) سورة الأعراف]. فتقول اللهم اغفر لي برحمتك إنك أنت الغفور الرحيم اللهم ارحمني يا أرحم الراحمين اللهم أحسن إلي. اللهم أدخلني الجنة برحمتك وفضلك وإحسانك اللهم أنجني من النار واعف عني يا رحمن يا رحيم يا عفو يا كريم وما أشبه ذلك، أو بالتوحيد والإخلاص لله تقول: اللهم اغفر لي بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، لأنك أنت الواحد الأحد المستحق للعبادة أو تقول اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت كما جاء في الحديث الشريف بهذا السؤال، فلا بأس بهذا هذا وسيلة شرعية أو بأعمالك الطيبة تقول: اللهم اغفر لي بإيماني بك وبمحبتي لك أو بإيماني بنبيك ومحبتي له -عليه الصلاة والسلام-. أو اللهم ارحمني بطاعتي لك وإتباعي لشريعتك اللهم ارحمني ببري لوالدي. اللهم ارحمني بعفتي عن الفواحش. اللهم ارحمني بأداء الأمانة ونصحي لله ولعباده، وما أشبه ذلك، ومن هذا الباب ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ثلاثة آواهم المبيت إلى غار. وفي رواية:س آواهم المطر إلى غار إلى جبل فدخلوا فيه فانحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت الغار عليهم وكانت صخرة عظيمة لم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله - سبحانه وتعالى -، فقال أحدهم اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً. والغبوق اللبن الذي يشربه الناس بعد العشاء، وكان هذا من عادات العرب، سقي الضيوف والأهل اللبن في الليل، وإن وإنه نآء بي طلب الشجر ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا في آخر الليل، يعني إلا متأخراً. فوجدهما نائمين فوقف والقدح على يديه ينتظر استيقاظهما، فلم يستيقيظا حتى ظهر الفجر، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ولكنهم لم يستطيعوا أن يخرجوا. وقال الثاني: اللهم إنه كان لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإن راودتها على نفسها فأبت علي ثم إنها ألمت بها سنة يعني حاجة فجاءت إلي تطلب الرزق فقلت: لا، إلا أن تمكينيني من نفسك فاتفق معها على مائة وعشرين دينار فمكنته من نفسها فلما جلس بين يديها قالت: له اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام خائفاً من الله وترك الذهب وترك الفاحشة، فقال: اللهم إنك إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة زيادة ولكنهم لا يستطيعون الخروج. ثم قال الثالث: اللهم إنه كان لي أجراء فأعطيت كل ذي أجر حقه إلا واحداً ترك أجره فربيته له ونميته له حتى صار عنه إبل وغنم وبقر ورقيق، ثم جاء يطلب أجره فقلت له كل ما ترى من أجرك فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، قلت: إني لا أستهزئ بك كله من أجرك، فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا). بأسباب هذه الدعوات والأعمال الصالحات. فالدعاء بهذا وأشباهه دعاء طيب، لا بأس ووسيلة صالحة. أما الدعاء بحق فلان أو بجاه فلان أو بركة فلان فهذا لا أصل له، ولم تأت به السنة فالواجب تركه، وليس من الشرك لكنه من البدع فالواجب تركه هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم -والله المستعان-. بارك الله فيكم