هل تقصير الولد يؤثر على والدهم الميت؟

إذا كان بعض من إخواني سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً يقصرون في بعض الصلوات، هل هذا يؤثر على والدي المتوفى، علماً بأن بعض الإناث متزوجات؟

الإجابة

إن كان قصر في حياته لم يأمر أبنائه وبناته، ولم يعلمهم فهو على خطأ من ذلك، والدعاء له، ادعوا له أن الله يسامحه ويعفو عنه، أما إن كان لم يقصر بل اجتهد في تربيتهم وتعليمهم وأمرهم بالخير ولكن قصروا بعد وفاته هم فالإثم عليهم، ليس عليه من ذلك شيء، إذا قصروا بعد وفاته في الصلاة أو في غيرها فالإثم عليهم، لكن في حياته إذا كان قد تساهل في حقهم فهو على خطر، تدعوا له بالمغفرة والرحمة والعفو، إذا كان تساهل معهم ولم يعلمهم ولم يؤدبهم، قد ترك الواجب عليهم، فهو مسئول عن هذا، وعلى خطر من هذا الشيء، لكن تدعون له بالمغفرة والرحمة والعفو، وعليكم أيضاً أن تتواصوا بالخير فيما بينكم، وأن تناصحوا وأن تجتهدوا في أداء حق الله، وأن تحافظوا على الصلاة في الجماعة، وأن تجتهد مع أخوتك أيضاً بنصيحة أخواتك بتوجيههن إلى الخير، وأمرهن بالصلاة والمحافظة عليها في أوقاتها، وغير هذا من وجوه الخير، كأداء الزكاة، وصوم رمضان والمحافظة عليه، صلة الرحم، إكرام الجار، حفظ اللسان عما لا ينبغي، توصي جميع أخوتك من ذكور وإناث بتقوى الله، توصيهم بطاعة الله ورسوله، توصيهم بفعل الخير وترك الشر، توصيهم بكثرة التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والذكر وقراءة القرآن، توصيهم بإكرام جيرانهم، وإكرام أقاربهم، وصلة أرحامهم، وأنت على خير، يقول الله -عز وجل-: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[العصر:1-3]، من أفضل خصال الإيمان التواصي بالحق والتناصح، ويقول -جل وعلا-: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل: 125]، ويقول -سبحانه-: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة: 2]، فأنت -أيها السائل- عليك أن تتعاون مع إخوانك ومع أقربائك، ومع جيرانك، على البر والتقوى، على طاعة الله ورسوله، على الصلاة في جماعة، على بر الوالدين، على صلة الرحم، على حفظ اللسان عما لا ينبغي، كل هذا من التناصح والتواصي بالحق.