حكم السلام على تارك الصلاة

أسئلة تدور حول تارك الصلاة، ولا سيما إذا كان أباً أو عماً، وتارك الصلاة هذا قد يصلي الجمعة فقط، وقد يصلي بعض الفروض ويترك الفروض الأخرى، ويسأل سماحة الشيخ: هل يجوز تقبيل رؤوسهم، وهل يجوز بدؤهم بالسلام، ويرجو التوجيه حول هذا الموضوع الخطير؛ لأنه يلاحظ انتشاره في كثير من المحلات جزاكم الله خيراً.

الإجابة

ترك الصلاة جريمة عظيمة ومنكر شنيع، وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم في كفر صاحبه، إذا لم يجحد وجوبها، وإنما فعله تكاسلاً وتهاوناً، فقال بعضهم: يكون كفراً أصغر، وقال بعضهم: بل يكفر كفراً أكبر، وهذا هو الصواب ولو صلى الجمعة بعض الأحيان، ولو صلى بعض الأوقات، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)، فالصواب أن الكفر يكون كفراً أكبر، لكن إذا كان التارك الوالدين أو أحدهما فإنك ترفق بهما وتنصحهما، كما قال عز وجل في الكافرين، وصاحبهما في الدنيا معروفاً، فلوالد حق عظيم، ولو كان كافراً، عليك أن ترفق به، وأن تصحبه بالمعروف لعل الله يهديه بأسبابك، ولو قبَّلت رأسه ترجو أن الله يهديه بسبب ذلك، فلا بأس بذلك، هذا من المعروف وصاحبهما في الدنيا معروفاً، والدعاء له، أن الله يوفقه ويهديه ويشرح صدره للحق، والإنفاق عليه إذا كان محتاج، كل ذلك من أسباب هدايته، أما غير الوالدين إذا لم يقبل الحق، فإنه يزجر يستحق الهجر، لا تجاب دعوته إلى عرس ولا غيره، ولا يدعى إلى وليمة، ولا يصافح ولا يسلم عليه؛ بل يهجر حتى يتوب، وينبغي أن يرفع أمره إلى ولي الأمر إذا كان في بلاد إسلامية يرفع أمره إلى ولي الأمر حتى يستتاب، فإن تاب وإلا وجب قتله عند جمهور أهل العلم إما لردته، وهو الصحيح، وإما لكونه أتى حداً يوجب قتله، والله يقول: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم، فدل على أن الذي ما يصلي لا يخل سبيله بل يقتل، إذا استتيب ولم يرجع يقتل، فالأمر عظيم جداً، وجدير بالعناية، لكن عليك أن تجتهد أنت وإخوانك في دعوة من ترك الصلاة من أقاربكم إلى الخير، وأن تنصحوه تجتهدوا وإذا كنتم جماعة كان أقرب إلى النجاح مع العبارة الحسنة والأسلوب الجيد الحسن لعل الله يهديه بأسبابكم، أما الوالدان فأمرهما أعظم، فالواجب العناية بهما بكل الوجوه ودوام التوجيه وعدم اليأس مع صحبتهما بالمعروف لعل الله يهديهما بأسبابك يا ولدهما، وفي كل حال هذا موضوع عمت به البلوى، وخطر كبير فلا ينبغي التساهل به، ينبغي لأهل الإيمان العناية بهذا الأمر وإن كانوا ليسوا أولاداً، فينبغي أن يعتنوا بجيرانهم وأقاربهم وأن ينصحوهم حتى يستقيموا على أداء الصلاة وحتى يحذروا تركها ولو بالتعاون، يجتمع اثنان وثلاثة وأربعة وخمسة يروحون إلى المتخلف وينصحونه ويحذرونه من مغبة عمله، ويهددونه بأنه إذا لم يستجب، سوف يرفعون أمره إلى ولي الأمر، إلى المحكمة إلى الهيئة حتى ينفذ في حقه ما يجب، وهذا من باب إنكار المنكر، ومن باب التعاون على البر والتقوى، نسأل الله للجميع الهداية.