قَوْلُ: (صدق اللَّهُ العظيم) بعد الانتهاء من القراءة

السؤال: ما الحُكْمُ في قَوْل: (صدق اللَّهُ العظيم) بعد قراءة القرآن؛ حيثُ إنِّي سمِعتُ أنها بِدْعَةٌ؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، ثمَّ أمَّا بعد:
فإنَّ ما سمِعْتَهُ من أنَّ قَوْلَ القارئ بعد الانتهاء من قراءة القرآن: (صدق اللَّهُ العظيم) بِدْعَةٌ، هو الحقُّ؛ لأنَّه لم يُنْقَلْ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولا عن أحدٍ منَ الصَّحابة رضي الله عنهم ولا أئمَّة السَّلَف رحمهم الله مع وجود المُقْتَضِي، وعدم المانِع، وهو من ضوابط البِدْعَة عند السَّلَف؛ فمع كثرة قراءتهم للقرآن، وتعظيمهم له لم يفعلوه، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، وفي (الصَّحيحَيْن): أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "مَنْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس مِنْهُ؛ فهو رَدٌّ"، وفي رواية مُسْلِمٍ: "مَنْ عَمِلَ عملاً ليس عليه أَمْرُنَا؛ فهو رَدٌّ".

وممَّا يدلُّ على أنَّ التزامَها عَقِبَ القراءة بِدْعَةٌ مُحْدَثَةٌ، ولا أصل له في الشَّرْع المُطَهَّر؛ ما رواهُ البخاريُّ، عن عبدالله بن مسعودٍ قال: قال لي النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "اقْرَأْ عَلَيَّ. قلتُ: يا رسول الله، آقْرَأُ عليكَ وعليكَ أُنْزِلَ؟! قال: نعم؛ فقَرَأْتُ سورةَ النِّساءِ، حتَّى أَتَيْتُ إلى هذه الآيةِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] قال: حَسْبُكَ الآنَ. فالْتَفَتُّ إليه؛ فإذا عيناهُ تَذْرِفَان"، فليس فيه أن ابن مسعود صدَّق بعد انتهائه، ولا ذَكَّره النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بها.

ولمزيد فائدة عن البدع وأنوعها عليك بمراجعة الفتوى المنشورة على موقع الألوكة بعنوان: "الذكر الجماعي"، وأيضًا فتوى: "الجَهْر بالصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، والله أعلم.