مدى صحة حديث (من سود باباً عند المصيبة، أو ضرب دكاناً، أو كسر شجرة...)

أفيدوني عن صحة هذا الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سود باباً عند المصيبة، أو ضرب دكاناً، أو كسر شجرة، أو قطع شعرة، بُني له بكل شعرة بيتاً في النار، لا يقبل الله تعالى منه صرفاً ولا عدلاً، ما دام ذلك السواد على بابه، وضيق الله تعالى علي

الإجابة

هذا الحديث موضوع مكذوب لا أساس له من الصحة، بل هو كذب وافتراء على رسول الله - صلى الله عليه وسلم –، كل هذا من أوضاع الكذابين الذين يزعمون أنهم يحذرون الناس عما لا ينبغي فيضعون الأحاديث ويكذبون، فعليهم من الله ما يتسحقون، وإنما الثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذا قوله - صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من ضرب الخدود، أو شق الجيوب أو دعا بدعوى الجاهلية) هذا رواه الشيخان في الصحيحين، فهو وعيد شديد لكن بلفظ (ليس منا) من ضرب الخدود عند المصيبة، أو شق الجيوب: الملابس، أو دعا بدعوى الجاهلية: بالكلام السيء، ينوح ويصيح، وانكساراه واظهراه واكذا واكذا، يتوجع وينوح على الميت هذا كله ممنوع، ولهذا جاء في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة) والصالقة: التي ترفع صوتها عند المصيبة، والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة، والشاقة: التي تشق ثوبها عند المصيبة، هذه الأشياء التي ثبتت عن رسول - صلى الله عليه وسلم – لكن ليس بالأثر الذي ذكره السائل، ولا ريب أن النياحة على الميت وشق الجيوب ولطم الخدود والدعاء بالويل والثبور كله ممنوع في حق المصاب، بل يقول إنا لله وإنا لله راجعون قدر الله وما شاء فعل، اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها، أما أن يفعل هذه المنكرات فلا يجوز لطم الخد أو شق ثوب أو نتف شعر أو حلقه أو ما أشبه ذلك مما يدل على الجزع وقلة الصبر فهو ممنوع.