زوجتي متحجبة الحجاب الشرعي، ولكن تضع العطور في الأماكن

السؤال: زوجتي متحجبة الحجاب الشرعي، ولكنها عندما نخرج إلى الأماكن العامة كالأسواق والمطاعم تضع العطور والماكياج، فقد كانت هكذا قبل الزواج، ولكني نصحتها بترك الماكياج واستعماله داخل البيت فقط، ولكن دون جدوى! وتقول لي دائماً: "أسأل الله أن يهديني"، ولكني انزعج عندما يراها الرجال هكذا. فهل أنا محاسب أمام الله عز وجل إذا استمرت زوجتي على هذا الحال؟ وهل ينطبق حالي على لوط عليه السلام، حيث لم يحاسبه الله على أفعال زوجته، علماً أنني لا أقصر أبداً في نصح زوجتي وأحتسب أجر ذلك.

الإجابة

الإجابة: لا شك أن تزين المرأة للخروج إثم، ولكنها إن كانت جالسة في بيتها متزينة الزينة الظاهرة، كما قال ابن عباس في قول الله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}، هو "الكحل في العين، والخضاب في اليد، والخاتم في الأصبع"، فإذا كان هذا حالها قبل أن تنوي الخروج كأن يكون في عينها كحل، وفي يدها خضاب، وكانت تلبس خاتم في أصبعها، ثم خرجت بعد أن تحجبت ووضعت خمارها على رأسها وسترت بقية بدنها، فهذا هو تفسير ابن عباس إلا ما ظهر منها.

لكنها إن تعمدت هذا فإنها تأثم، أي أن تزين يديها ووجها وتلبس الخاتم بعد عزمها على الخروج، فهذا لا يجوز، وكذلك لا يجوز لها أن تتعطر للخروج، قال رسول الله صلى لله عليه وسلم: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية"، لأنها تفعل هذا ليطلع الآخرون عليه.

والزوج في هذه الحالة مسؤول، وعليه أن ينهى زوجته فهو قوام عليها مسؤول عنها، وقال الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}، وله منعها بالسلطة والقوة إن لم ينفع النصح، فله الحق بأن يؤدبها ويمنعها من الخروج على هذا النحو، وإن لم يفعل هذا فهو آثم، فإذا كانت الزوجة غير قائمة على أمر الله يجب على الزوج أن يقومها بما فضله الله عليها: {الرجال قوامون على النساء}، ولا يبرأ أمام الله بنصحها أو وعظها فقط، لأن الوعظ يكون مع امرأة أخرى ليس لك عليها سلطان.

أما ما ذكره الله تبارك وتعالى عن زوجتي نوح ولوط عليهما السلام، قال تعالى: {ضرب الله مثلاً للّذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين}، وخانتاهما هنا بالكفر، وليس خانتهما بالفاحشة، كما أن كفرهما كان مستوراً عن نوح ولوط عليهما السلام، فالأنبياء والرسل لا يعلمون الغيب، وكونهما زوجات أنبياء فهذا لا يشفع لهما وسيدخلان النار مع الداخلين.