الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه،
أما بعد:
فمن ابتلي بعدم القدرة على التحكم في خروج الريح، فإن الفقهاء يعطونه
حكم من به سلس البول.
فيجب عليه أن يتوضأ لكل صلاة، ولا يضره خروج الريح أثناء الوضوء، أو
أثناء الصلاة؛ لأنه ليس في وسعه أكثر من ذلك؛ وقد قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
[التغابن: 16]، وقال: {مَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة: 6]،
وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي
الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج:
78].
وقال صلى الله عليه وسلم: "وإذا أمرتكم
بأمرٍ، فأتوا منه ما استطعتم" [متفق عليه من حديث أبي هريرة].
فله أن يصلي بوضوئه ما شاء من نوافل الفريضة، حتى يدخل وقت الفريضة
الأخرى؛ فينتقض وضوؤه بدخول وقتها، ويجب عليه الوضوء للفرض الجديد..
وهكذا.
وهذا إذا كان خروج الريح ملازمًا له في جميع وقت الصلاة، فإن كان يعلم
أنه سينقطع عنه وقتاً يمكنه فيه أن يتوضأ ويصلي الصلاة قبل خروج وقتها
وجب أن ينتظر ذلك الوقت، فيتوضأ فيه ويصلي، ولو أدى ذلك إلى الصلاة
منفرداً (دون جماعة)، والله أعلم.
نقلاً عن موقع
الآلوكة.