أحب الله أم أعشق الله؟

السؤال: لقد قرأت في كتاب لابن الجوزي (تلبيس إبليس) بعدم جواز كلمة عشق الله كما أن هذا اللفظ منتشر في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسمي البعض نفسه بعاشق الرسول، فما حكم ذلك؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فلا ينبغي للشخص أن يقول: أعشق الله، لما فيه من سوء الأدب مع الله عز وجل، إذ أن العشق حب مع شهوة، ومحبة العبد لربه إنما هي محبة تعبد وتأله وتذلل، وليس كمحبة الشخص لامرأة يستمتع بها، و لأن العشق هو إفراط ومبالغة في الحب، والعبد مهما أحب الله عز وجل فليس في ذلك إفراط أو مجاوزة للقصد، فإن محبة المؤمنين لربهم تعالى ليس لها حد تنتهي إليه.

وكذلك لا يصلح أن يقال: فلان يعشق الرسول.. فالعشق محبة مع شهوة، و هذا المعنى لا يسوغ إطلاقه في محبة المؤمن لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم فإن محبة هذا النبي الكريم إنما هي محبة إجلال وتوقير، و تعزيز وتقدير.

وهذا هو المسلك العدل بين الغلو والإفراط، و بين الجفاء والتفريط.
والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
23-7-1431ه.

المصدر: موقع الشيخ حفظه الله تعالى.