رجل تزوج امرأة وهي لا تصلي وهو لا يصلي

أريد حكم الإسلام فيمن تزوج امرأة وكانت لا تصلي، وأنا –أيضاً- كنت لا أصلي قبل زواجي، وعندما أتممنا موضوع الزواج عرفنا الله حق المعرفة، وكنا نصلي جماعة أنا وزوجتي أحياناً، وكنا في قمة الإيمان، ولكن شاء القدر أن توفيت زوجتي، وأنا أدعو لها بالجنة وحيث أنني لا أكسل عن أي فرض، وجميع صلاتي جماعة، وأنجبت منها ثلاثة أطفال فما حكم الإسلام في هذه الزوجة؟ وما حكم الإسلام معي؟

الإجابة

الحمد لله الذي من عليكما بالتوبة، فتبت أنت وتابت هي كذلك، وكنتما تصليان جميعاً حتى توفيت، الحمد لله، التوبة يمحوا الله بها ما قبلها، كما قال الله عز وجل: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وجعل الفلاح ناتجاً عن التوبة، من تاب أفلح، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) الآية.. فالتوبة من أسباب محو الذنوب، ومن أسباب دخول الجنة، وقال عز وجل: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) فمن تاب توبة صادقة واستقام على الإيمان والعمل الصالح محا الله سيئاته وأبدلها حسنات فضلاً منه سبحانه وتعالى، فاحمد لله -يا أخي- أنك تبت وهي تابت والحمد لله، واجتهد في الدعاء لها بالمغفرة والرحمة، وأنت على خير، وزواجكما صحيح؛ لأنك وإياها كنتما لا تصليان فصلاتكما صحيحة، مثل صلاة الكفار الذين أسلموا في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقر النبي نكاحهم على حاله. أسلم الناس في عهده - صلى الله عليه وسلم - وأقر نكاحهم على ما كان في حال كفرهم، ولم يغير نكاحهم، فأنت وهي كنتما لا تصليان فنكاحكما صحيح؛ لأنكما على حال واحدة فنكاحكما صحيح والحمد لله، كسائر أنكحة الذين كانوا في الكفر ثم أسلموا. وترك الصلاة لا شك أنه كفر، ولكن الحمد لله قد تبتما والحمد لله، وهي كافرة ذاك الوقت وأنت كذلك بترك الصلاة في أصح قولي العلماء الذين يقولون إن تركها كفر أكبر، وقال آخرون من أهل العلم إن تركها كفر دون كفر، وأن تركها لا يخرج من الإسلام إذا كان تاركها مؤمناً بها و أنها حق وأنها واجبة ولكن حمله الكسل والتهاون؛ فإن جمع من أهل العلم: أنه لا يكون كافراً بذلك كفراً أكبر ولكنه يكون كافراً كفراً أصغر لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم في صحيحه، ولقوله - صلى الله عليه وسلم - (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). لكن الصواب والأرجح أنه كفر أكبر كما بينا في غير حلقة، ولكنك تزوجتها وأنت لا تصلي وهي لا تصلي فأنتما سواء فنكاحكما صحيح، والحمد لله والتوبة صحيحة إن شاء الله ما دامت صادقة، فقد تبتما إلى الله والله يمحوا عنكما ما سبق، فنسأل الله لك ولها المغفرة والرحمة. وعليك يا أخي أن تستقيم وأن تسأل ربك الثبات على الحق حتى تموت على ذلك إن شاء الله، وعليك أيضاً أن تجتهد في أدائها في الجماعة مع العناية والخشوع والإقبال عليها والاجتهاد فيها حتى تؤديها كاملة. رزقنا الله وإياك إلى التوفيق والهداية والثبات على الحق.