الإخلاص في الصلاة

ما هو السبيل في عدم الشعور بإتقان الصلاة والخشوع فيها، حيث أنني أقوم إماماً لأهل الحي في الصلوات الخمس ولله الحمد، ولكن كل محاولاتي لحفظ القرآن وتجويد القراءة أثناء الصلاة أشعر بأنني أرائي الناس فيها، خاصة الصلوات الجهرية، حيث أنني أحسن من الصوت وإطالة القراءة، حتى يُخيل إلي أنني أفعل ذلك من أجل إشعار الناس بأنني أهل للإمامة، ما حكم ذلك؟ ثم إذا كان هذا دأبي فهل تصح صلاتي، وهل بإمكاني التخلي عن إمامة الناس في الصلاة؟ مع أنني أكثر من التعوذ من الرياء أثناء السجود، وأدعو الله كثيراً في سجودي أن يجعل عملي وصلاتي خالصة لوجه الله – تعالى -، ماذا تنصحونني سماحة الشيخ؟ جزاكم الله خيراً، وبارك فيكم؟.

الإجابة

عليك يا أخي أن تستمر في عملك هذا من سؤال الله التوفيق للإخلاص ، والحرص على التعوذ بالله من الرياء ، وأبشر بالخير ، ودع عنك الوساوس التي يرميها الشيطان من أنك تقصد الرياء ، وتحسين صوتك لأجل مدح الناس ، أو ليقولوا إنك أهل للإمامة دع عنك هذه الوساوس ، وأبشر بالخير ، وأنت مأمور بتحسين الصوت في القراءة حتى ينتفع بك المأمون ، ولا عليك شيء من مما يخطر من هذه الوساوس ، بل حاربها بالتعوذ بالله من الشيطان ، وسؤال الله التوفيق والهداية والإعانة على الخير ، وأنت على خيرٍ عظيم ، واستمر في الإمامة ، وأحسن إلى إخوانك ، واجتهد في تحسين الصوت ، فقد جاء الحديث عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: (ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن يجهر به). يعني يحسن صوته بالقراءة ؛ لأن تحسين الصوت بالقراءة من أعظم الأسباب في التدبر والتعقل والفهم للمعنى ، والتلذذ بسماع القرآن ، وفي الحديث الصحيح يقول - صلى الله عليه وسلم -: (ما أذن الله لشيء مما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به). يعني ما استمع سبحانه لشيء كاستماعه لنبي ، وهو استماع يليق بجلاله لا يشابه صفات المخلوقين ، فإن صفات الله - عز وجل - تليق به سبحانه لا يشابه به خلقه - جل وعلا - ؛ كما قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ولكن يدلنا هذا على أنه سبحانه يحب تحسين الصوت بالقراءة ، ويحب أن القراء يجتهدون في تحسين أصواتهم حتى ينتفعوا ، وحتى ينتفع من يستمع لقراءتهم ، وما يخطر ببالك من الرياء فهو من الشيطان ، فلا تلتفت إلى ذلك ، وحارب عدو الله بالاستعاذة بالله منه ، والاستمرار في تحسين صوتك والإحسان في قراءتك مع الخشوع في ركوعك وسجودك وسائر أحوال الصلاة ، وأنت على خير إن شاء الله ، ونسأل الله لك التوفيق والثبات على الحق. جزاكم الله خيراً.