الإجابة:
بسم الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الإسلام جاء برسالة شاملة لجميع البشر ، وحارب جميع أنواع التفرقة
العنصرية ، واعتبر المؤمنين كلهم أخوة في الإيمان بالله تعالى ، قال
تعالى {إنما المؤمنون إخوة } وقال
الرسول صلى الله عليه وسلم ( المؤمنون يسعى
بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهو يد على من سواهم ) وقال
( المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يحقره
ولايسلمه ) وحرم الإسلام الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب ،
وجعل الإسلام الكبر ومنه احتقار الناس من أكبر الذنوب قال الرسول صلى
الله عليه وسلم ( لايدخل الجنة من كان في
قلبه مثقال ذرة من كبر ) وفسَّره بأنه بطر الحق وغمط الناس ،
أي رد الحق وجحده ،واحتقار الناس ..
وقال تعالى { وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ولكن لما كانت ألسنة
الشعوب مختلفة اختلافا كبيرا جدا ،ولو فتح الباب لكي يصلي كل شعب
بلغته لأدى ذلك إلى اختلال معاني القرآن اختلالا عظيما ، بما يؤدي إلى
نقيض المقصود منها في بعض اللغات ، ولهذا كان لابد من لغة واحدة تتوحد
فيها الصلاة حتى تنضبط الأمور ولاتؤدي إلى الفوضى ..
والعربية كانت لغة الرسول صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن بها ، وهذا
الاختيار الإلهي له سر يجب أن نقدسه ولانهمله ، وهي لغة غنية جدا
بالألفاظ والمعاني والبيان الجزل ، فهي إذن أولى اللغات أن تكون
الصلاة بها حتى يجتمع أهل الإيمان من كل الشعوب على معاني القرآن
الحقيقية ،ونحترز من خروج الالفاظ عن معانيها الحقة التي نزل بها
القرآن ، ويتحقق بهذا أيضا اجتماع أهل الاسلام وعدم تفرقهم ، لانهم
يلتقون جميعا على صلاة واحدة بلغة واحدة هي اللغة التي نزل بها القرآن
والله أعلم