تواتر الأحاديث بإن الله ينزل إلى السماء الدنيا

حديث النزول قول:ينزل ربنا في الثلث الأخير، هل ينزل ربنا عز وجل أم تنزل الرحمة؟

الإجابة

تواترت الأحاديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم -في الصحيحين وغيرهما أن الله جل وعلا ينزل ربنا إلى السماء الدنيا، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فينادي فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)، أخبر عن نفسه أنه ينزل، لكن لا يعلم كيف النزول إلى هو، كما لا يعلم كيف الاستواء إلى هو سبحانه وتعالى، ينزل كما يشاء وكما يليق بجلاله، لا يعلم كيف نزوله إلا هو، فنقول ينزل ولا نكيف، ولا نمثل، ولا نزيد ولا ننقص، بل نقول ينزل ربنا كما قال، ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى الثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، وفي اللفظ الآخر: هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من داعٍ فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ وفي لفظ: هل من تائبٍ فيتاب عليه؟ يجب على كل مسلم، يجب أن يؤمنوا بهذا النزول إيماناً قاطعاً يقيناً على الوجه اللائق بالله، لا يكيف، كما نقول في الاستواء، الاستواء معلوم والكيف مجهول، فهكذا نقول النزول معلوم والكيف مجهول. هكذا قال أئمة السلف كمالك، وربيعة بن أبي..... وشيخه، وسفيان الثوري والأوزاعي وأحمد بن حنبل، وغيرهم من أئمة الإسلام، قالوا في الاستواء وهكذا في النزول، استوى كما يليق بجلاله، استوى بلا كيف فالاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال يعني عن الكيف بدعة؟ فهكذا نقول: يغضب ويرضى، سبحانه وتعالى غضباً يليق بجلاله لا يشابه غضب المخلوقين، وهكذا يسمع ويبصر لا كسمع المخلوقين، ولا كبصر المخلوقين، سمعاً يليق بجلاله، وبصراً يليق بجلاله لا يشبه صفات المخلوقين، وهكذا بقية الصفات، بعضها واحد، نثبتها لله على الوجه اللائق بجلال الله، لا يشابه خلقه في شيءٍ من صفاته، قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، هذا قول أهل السنة والجماعة، وهم أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم -وأتباعهم بإحسان إلى يوم القيامة.