حكم صلاة من زاد ركعة في المغرب من أجل إتمام صلاة المأتم

صليت المغرب مع جدي وقد سبقني بركعة واحدة، وبدلاً من أن يجلس للتشهد الأخير بعد الثالثة نهض ليأتي بركعةٍ زائدة، فأمسكته بيدي وقلت: سبحان الله، ولكنه أصر على ذلك، وعندما جاء بهذه الركعة، لم أسلم أنا ونهضت لأكمل صلاتي بركعة هي في العدد رابعة، ولم أحتسب ركعته الرابعة له، والثالثة لي، وبعدما انتهت الصلاة قلت له: لما زدت ركعة؟ فقال لي: لكي تكمل صلاتك معي -جهلاً منه- فما حكم هذه الزيادة في صلاته من غير سهوٍ وجهلٍ منه بحكم ذلك؟ وماذا عليه فعله الآن، وما حكم صلاتي أنا، حيث أنني زدت ركعة رابعةً إذ لم أحتسب زيادته، وأيضاً سجدتُ للسهو جبراً للزيادة المعلومة؟

الإجابة

أما عملك أنت فقد أصبت حين نبهته قلت: سبحان الله، وأمسكته ليجلس، لأن هذا هو الواجب عليه أن يجلس إذا نبه، ولا يأتي بالزيادة، وأنت الواجب عليك أن تجلس وتنتظر إذا سلم قمت وأتيت بالركعة التي فاتتك، ولا تتابعه في الزيادة، هذا هو المشروع، إذا قام الإمام إلى رابعة في المغرب، أو إلى ثالثة في الفجر، أو إلى خامسة في الرباعية، كالظهر، فإن المأموم ينبهه يقول: سبحان الله، سبحان الله، والمرأة تصفق، ويلزمه الرجوع، يلزم الإمام الرجوع إلا إذا كان عنده يقين أنه لم يخطئ، وأنهم هم مخطئون, وإلا فعليه الرجوع والجلوس حتى يكمل صلاته، ثم يسلم، وعليه سجود السهو قبل ذلك، قبل أن يسلم سجدتي للسهو، فإن كان عنده يقين أنهم مخطئون وهو مصيب كمل صلاته، وكملها، أما المأمومون فهم يعملون بيقينهم، فإن كان عندهم يقين أنه زائد جلسوا وانتظروه حتى يسلموا معه، وإن كان ما عندهم يقين تابعوه وكملوا معه، لأنه إمامهم وعليهم متابعته، وليس لهم مخالفته إلا إذا كان عندهم يقين أنه مخطئ، فإنهم يجلسون ولا يتابعونه في الزيادة. وهذا الذي قام إلى خامسة، أتى بركعة زائدة، جهلاً منه من أجل أن تكمل معه الصلاة هذا صلاته صحيحة للجهل، مثل الذي قام لخامسة في الرباعية أو ثالثة في الثنائية أو رابعة في الثلاثية جهلاً منه، يحسب أنه لا يرجع إذا قام واستوى قائماً، بعض الناس يظن أنه إذا استوى قائماً لا يرجع بل يكمل، وهذا غلط وجهل، وصلاته صحيحة لجهله، ولكن ينبغي له أن يتعلم صلاته، ويتفقه في صلاته، حتى لا يعود لمثل هذا الجهل. والمقصود أنه إذا أتى بالخامسة أو بالرابعة في الثلاثية، أو بالثالثة في الثنائية جهلاً أو نسياناً فصلاته صحيحة، ولكن يسجد للسهو إذا كانت للنسيان يسجد للسهو. أما لو تعمد الخامسة في الرباعية، أو الثالثة في الثنائية، أو الرابعة في الثلاثية، مثل المغرب وهو يعلم الحكم الشرعي وتعمد القيام فهذا متلاعب، وصلاته باطلة، لكن الغالب أن هذا لا يقع تعمداً، إنما يقع من أجل الجهل أو النسيان، فتكون الصلاة صحيحة، وعليه سجود السهو إذا كان للنسيان، والمأموم عليه أن لا يتابعه في الخطأ، إذا عرف المأموم أنه مخطئ فلا يتابعه، بل ينبهه ولا يتابعه، لا في الزيادة ولا في النقص، بل المأموم يعمل بيقينه، فإن كان إمامه زائداً جلس، وإن كان الإمام ناقصاً، قام المأموم يكمل ما عليه، إذا لم يطاوعه الإمام، هذا هو الواجب على المأموم، وهذا هو الواجب على الإمام، كما سمعت نعم. المذيع/ لكن هذا الشخص الذي لم يحتسب هذه الركعة التي زادها الإمام ليكمل صلاته بها ثلاثاً، وزاد عليها ركعة من عنده، هل فعله هذا صحيح؟ نعم لا يتابعه في الزيادة. المذيع/ هو تابعه وزاد ركعة. المأموم لا يتابع في الزيادة، فهذا غلط والقضاء يكون بعد السلام، بعد سلام الإمام، فالركعة التي زادها قبل السلام لا تجزئ، ولكن بسبب الجهل لا تبطل صلاته، وتكون التكملة بعد السلام، القضاء استقرت الشريعة أن القضاء يكون بعد السلام، إلا في صلاة الخوف في بعض أنواع صلاة الخوف، فأما القضاء الشرعي المعتاد الذي بينه الرسول للأمة -عليه الصلاة والسلام- فيكون بعد السلام. المذيع/ إنما ليس عليه إعادة الصلاة؟ نعم ليس عليه إعادة الصلاة.