تفسير قوله (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ...)

تسأل عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى: ((لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))[البقرة:284]؟

الإجابة

هذه الآية لما نزلت شقت على أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجاؤوا للنبي -صلى الله عليه وسلم- وسألوه، فأنزل الله بعدها لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، فما يقع في الصدور من الوساوس، ولا ينطق به اللسان ولا يعمل به، بل يعرض ويزول لا يؤاخذ به الإنسان، يعفى عنه، وإنما تكون المؤاخذة بالعمل، وهو القول؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إ(ن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم)، فالوساوس التي تعرض وتزول لا تضر الإنسان، إلا إذا قال، أو عمل عملاً واعتقده بقلبه أو جوارحه، كالتكبر بالقلب، التكبر والرياء بالقلب، فهذا يؤاخذ به؛ لأنه عمل، وهكذا القول أن يتكلم الإنسان أو بجوارحه، أما الوساوس التي تعرض على الإنسان ولكن لا تستقر تذهب وليست مستقرة فهذه يعفى عنها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم)، ولعموم قوله جل وعلا: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا (286) سورة البقرة، فإن الوساوس لا يطيق العبد السلامة منها ولكن يحذر أن يعمل بالوسوسة الرديئة، عليه الحذر من العمل بالوساوس الرديئة، فيحذرها ويتركها ويعرض عنها.