تذكير من دخل المسجد وجلس ناسياً بتحية المسجد

هل يشرع التذكير بتحية المسجد لمن جلس ولم يؤديها ناسياً في وقت نهي، مثل ما بعد صلاة الفجر؟

الإجابة

نعم، التذكير بذلك مناسب لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما رأى رجلاً جلس ولم يصل أمره أن يقوم فيصلي قال: (قم فصلي ركعتين عليه الصلاة والسلام) فإذا جلس الإنسان ولم يصل تحية المسجد ولو في وقت النهي يرشد إلى الصحيح أنها تشرع حتى ولو في وقت النهي هذا الصحيح من قولي العلماء أما في وقت النهي فلا خلاف في شرعيتها كالضحى والظهر والمغرب وبعد العشاء هذه أوقات لا خلاف فيها أن تشرع تحية المسجد وإنما الخلاف إن كان بعد العصر أو بعد الصبح قبل ارتفاع الشمس والصواب أنها تشرع حتى بعد الصبح وبعد العصر فإذا جلس يبين له أن الأفضل أن تقوم وتأتي بركعتين هذا هو الأصح وإذا كان طالب علم وقال إنه يرى الجلوس وأنه على قول العلماء الآخرين أولى فلا حرج الأمر في هذا واسع في وقت النهي فالأكثرون على أنه يجلس في وقت النهي ولا يصلي لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس) والقول الأول قولٌ قوي في عموم الأحاديث فالذي أخذ به وعمل به لا حرج عليه إن شاء الله ولكن عند التأمل والنظر في الأحاديث الواردة في ذلك يتضح أن استثناء ذوات الأسباب أصح لقوله - صلى الله عليه وسلم- في الطواف وصلاة الطواف: (يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء ليلاً أو نهار) فرخص لهم في الصلاة مع الطواف وإن كان في العصر أو الصبح لأنه من ذوات الأسباب وقال عليه الصلاة والسلام في الكسوف لما ذكر كسوف الشمس والقمر قال: (إذا رأيتم ذلك فافزعوا في الصلاة فصلوا وادعوا) وهذا يعم العصر ويعم غيره، فدل ذلك على أنه لو كسفت الشمس بعد العصر فلا حرج فالأحاديث يعم ذلك لأنها سنة يفوت محلها فإذا كسفت الشمس شرع للناس على الصحيح أن يصلوا في وقت النهي لأنها صلاة لها أسباب وليس المقصود بالتشبه بالكفرة في هذا للتشبه بالكفرة وإنما صلى لأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة وهكذا تحية المسجد سواءٌ بسواء إذا دخل بعد العصر لينتظر المغرب أو بعد الصبح ليسمع حلقات العلم أو بعد الصبح ليسمع حلقات العلم أو يجلس في المسجد حتى ارتفاع الشمس فإنه يصلي تحية المسجد. جزاكم الله خيراً