الإجابة:
بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلابد من التثبت في نقل الأخبار، والحرص على الرجوع للمصادر الموثوقة،
ومن المعلوم أن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، وحياة
الأنبياء في قبورهم أتم من حياة الشهداء، وهي حياة برزخية تختلف عن
حياتنا الدنيوية، قال تعالى بشأن الشهداء: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل
أحياء عند ربهم يرزقون}.
ولم يُدفن النبي صلى الله عليه وسلم حتى تم اختيار أبي بكر الصديق رضي
الله عنه خليفة للمسلمين، وقد قبَّله أبو بكر، وقال: "بأبي أنت وأمي
يا رسول الله، طبت حياً وميتاً"، أما بالنسبة لعيسى عليه السلام فهو
لم يمت ولم يُقتل، فهو في السماء الثانية ينتظر الإذن بالنزول فينزل
فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويحكم بشريعة الإسلام، وهو
علامة من علامات الساعة العشر الكبرى، وقد عده الذهبي صحابياً من
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه رأي النبي صلى الله عليه
وسلم ليلة أسرى، وصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويموت
بالمدينة ويدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دلت النصوص على
أن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وصاحب لواء الحمد،
آدم فمن بعده تحت لوائه صلى الله عليه وسلم، وهو أول شافع وأول مشفع،
وأول من يدخل الجنة.
وهذا لا يطعن ولا يقدح في مكانة المسيح عليه السلام فهو أحد أولي
العزم من الرسل.
وأبو بكر رضي الله عنه لم يؤلف الآية، ولكنه صعد على المنبر وتلا
الآية وكأن عمر كان يسمعها لأول مرة وليس الخبر كالمعاينة، وهذا
كثيراً ما يحدث مع الإنسان قد ينسى ما علمه وما حفظه حال المصيبة،
والقرآن حفظته الصدور والسطور ونقل إلينا نقلاً متواتراً: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له
لحافظون}،والله أعلم.
من أسئلة زوار موقع طريق الإسلام.