سفر النساء مع سائق عنده زوجته

نحن معلمات نذهب إلى المدرسة مع سائق أجنبي، ونحن مجموعة من المعلمات، وتقدر هذه المسافة التي نذهب إليها للتدريس من مائة وخمسين إلى مائة وثمانين كيلو متر، مع العلم بأنه يوجد مع السائق زوجته، فهل يجوز لنا السفر مع هذا السائق؛ وذلك للتدريس، ونعود في نفس اليوم يا سماحة الشيخ؟ أفتونا بذلك.

الإجابة

هذا موضوعٌ قد شغل بال الكثير من الناس، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- نهى أن تسافر المرأة إلا بمحرم، والحاجة ماسة إلى سفر هؤلاء للقيام بمهمتهم، وليس كل امرأة يتوفر لديها المحرم، فالواجب على المرأة أن تحرص على أن لا تسافر إلا بمحرم، ولو كانت مع نساء، ولو كانت مع سائق معه زوجته ما يغني هذا المحرم، الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تسافر إلا مع ذي محرم)، وهؤلاء النسوة يسافرن من دون محرم مسافات طويلة، وهذا فيه نظر لأنه مخالفٌ للسنة الصحيحة، وبعض أهل العلم أجاز ذلك للحاجة والضرورة إذا كان الطريق آمناً وليس هناك خطر، ولكن هذا فيه نظر، والذي يظهر لي أنه لا يجوز لأي امرأة أن تسافر إلا مع محرم، وليس هذا مقام ضرورة، فبإمكان المرأة أن تسافر مع زوجها وأخيها وأبيها وإذا لم تجد يكون عملها في بلدها، في محل لا يحتاج إلى سفر، وعلى الرياسة العامة لسائر البنات، وعلى غيرها ممن يكون عندهم مدرسات للبنات عليهم أن يتعاونوا مع النساء التي ليس عندها محرم في بلدها، أو ما يقرب من بلدها حيث لا يحتاج إلى سفر، والتي تستطع السفر لأن عندها محرم تكون في القرى والبلدان التي تحتاج إلى سفر ولو بزيادة الراتب بمقابل السفر، المقصود أن على الجهات المختصة من وزارة المعارف والجامعات التي عندهم نساء، وهكذا الرياسة العامة لتعليم البنات عليهم أن يتحروا هذا الأمر، لأن هذا الأمر مهم، فإن ذهاب المرأة بغير محرم فيه مخالفةٌ صريحة للأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، فالواجب على المسؤولين أن يتحروا في هذا الأمر وأن يجعلوا النساء اللاتي ليس لهن محارم يكون عملهن في بلادهن وما حولها، كي لا يحتجن إلى محرم، واللاتي لهن محارم لا مانع أن يستعملن في بلادٍ بعيدة التي تحتاج إلى سفر، القرى وغير القرى، البلدان غير المدن، فالحاصل إذا كان المكان يحتاج إلى سفر يختار لها المرأة التي لها محرم، ولو في ذلك فرقٌ في معاش هذه ومعاش هذه، وفق الله الجميع.