هل عذاب النار حقيقي أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون؟

السؤال: هل عذاب النار حقيقي أو أن أهلها يكونون فيها كأنهم حجارة لا يتألمون؟

الإجابة

الإجابة: عذاب أهل النار حقيقي بلا ريب، ومن قال خلاف ذلك فقد أخطأ وأبعد النجعة فأهلها يعذبون فيها ويألمون ألماً عظيماً شديداً، كما قال تعالى في عدة آيات: {لهم عذاب أليم}، حتى إنهم يتمنون الموت، والذي يتمنى الموت، هل يقال: إنه يتألم أو إنه تأقلم؟ لو تأقلم ما تألم ولا دعا الله أن يقضي عليه: {ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون. لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون}، إذاً هم يتألمون بلا شك، والحرارة النارية تؤثر على أبدانهم ظاهرها وباطنها، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزاً حكيماً}، وهذا واضح أن ظاهر أبدانهم يتألم وينضج، وقال تعالى: {وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه}، وشيّ الوجوه واللحم معروف فهم إذا استغاثوا: {يغاثوا بماء كالمهل}، بعد مدة طويلة، وهذا الماء إذا أقبل على وجوههم شواهاً وتساقطت والعياذ بالله، فإذا شربوه قطع أمعاءهم: {وسقوا ماء حميماً فقطع أمعاءهم}، وهذا عذاب الباطن، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في أهون أهل النار عذاباً: "إنه في ضحضاح من نار وعليه نعلان يغلي منهما دماغه"، -أعوذ بالله- الدماغ يغلي!! فما بالك بما دونه مما هو أقرب إلى النعلين؟؟ وهذا دليل واضح على أنهم يتألمون، وأن هذه النار تؤثر فيهم، وكذلك قال تعالى: {وذوقوا عذاب الحريق} أي المحرق، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة واضحة تدل على بطلان قول من قال: "إنهم يكونون كالحجارة لا يتألمون".



مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني - باب اليوم الآخر.