الفطر لأصحاب سيارة الأجرة وكم مسافة القصر

إذا كنت أعمل في سيارة كبيرة ودائماً طول السنة في السفر، وأقل مسافة ما بين مكة وجدة حوالي خمسة وسبعين كيلو متر، هل يجوز لي الصوم وعدم تقصير الصلاة وأداء السنن الراتبة، وما هي أقل مسافة بالكيلو مترات التي تقصر فيها الصلاة، ويفطر فيها الصائم، وإذا أتى على مسجد فهل يصلي معهم؟

الإجابة

السنة في السفر القصر والفطر، ومن أتم في السفر أو صام في السفر لا حرج عليه، إذا أتم لا حرج عليه وإذا صام في السفر لا حرج عليه، ولكن الأفضل إذا هو في السفر يفطر ويقصر في الرباعية ركعتين، هذا هو السنة التي كان النبي يفعلها عليه الصلاة والسلام وأصحابه، وكان يصوم في السفر وربما أفطر عليه الصلاة والسلام، وهكذا كان أصحابه رضي الله عنهم يسافرون فمنهم الصائم ومنهم المفطر، وقد دلت السنة على أن الإفطار أفضل ولا سيما مع شدة الحر، فالفطر أفضل، والقصر أفضل بكل حال، الصائم إذا سافر يقصر ركعتين، والسفر الذي تقصر فيه الصلاة لا يعد السفر عرفاً، ما يعده الناس السفر عرفاً، هذا هو السفر، وهو الذي يحتاج إلى الزاد والمزاد، يحتاج إلى الماء، يحتاج إلى الطعام، إذا سافر الإنسان في الطريق.......ولا فيه شيء، يحتاج إلى الزاد والمزاد، هذا هو السفر، وحده الأكثرون بمسافة يومين قاصدين، نحو سبعين كيلو أو ثمانين كيلو، هذا سفر، إذا كانت المسافة سبعين كيلو، أو ثمانين كيلو، وما يقارب ذلك، هذا يعد سفراً، ويحتاج إلى الزاد والمزاد إذا كان في جهةٍ ليس فيها قهاوي في الطريق، فإن العاقل لا يسافر إليه إلا باحتياط معه، معه ماء معه طعام، لئلا يتعطل في الطريق، أما الطرق التي فيها القهاوي والتي فيها المطاعم، فالناس لا يحتاجون فيها إلى الزاد والمزاد بوجود ما يكفيه من الطرقات فلا تعتبر هذه، والحاصل أن ما كان مسافته من الطريق مسافته ثمانين كيلو، سبعين كيلو، مثل ما بين الطائف ومكة، وجدة ومكة، كل هذا يعتبر سفراً، وهكذا ما أشبه ذلك يعتبر سفراً، لكن لا ينبغي للمؤمن أن يصلي وحده، بل يصلي مع الناس إذا كان في مسجد يصلي معهم، مثل الجماعة موجودون يصلي معهم أربعاً إذا كانوا مقيمين، لا يصلي وحده ثنتين، لأن الجماعة واجبة، فالمسافر إذا صادف جماعةً مقيمين صلى معهم أربعاً، ولا يصلي وحده، فإن لم يجد صلى وحده ثنتين، صلى ثنتين لأنها السنة، أو كان معه جماعة مسافرون يصلي هو وإياهم ثنتين، ثنيتن في الظهر والعصر والعشاء، أما المغرب فتصلى ثلاث دائماً لا تقصر، والفجر على حالها ثنتان لا تقصر، إنما القصر في الظهر والعصر والعشاء، هذه الفرائض الثلاث هي محل القصر، والله سبحانه وتعالى أعلم.