الذبح عند برك سليمان بن داود في الأردن ما حكمه

توجد في جنوب الأردن المياه المعدنية والتي يطلق عليها برك سليمان بن داود فيقصدها الناس للاستجمام والشفاء ويحضرون معهم الذبائح لذبحها حال وصولهم فما حكم ذبح مثل هذه الذبائح؟ أفيدونا بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء.

الإجابة

إذا كان الماء المذكور مجرباً معروفاً ينفع من بعض الأمراض فلا بأس بذلك؛ لأن الله جعل في بعض المياه فائدة لبعض الأمراض فإذا عرف بالتجارب أن هذا الماء ينفع من بعض الأمراض المعينة في الرماتيز وغيره فلا بأس لذلك. أما الذبائح ففيها تفصيل فإن كان إنما تذبح من أجل حاجتهم وأكلهم ونحو ذلك. وما يقع لهم من ضيوف فلا بأس بذلك فإن كانت تذبح من أجل شيء آخر لأجل التقرب إلى الماء. أو التقرب إلى الجن. أو التقرب إلى الأنبياء. أو ما أشبه ذلك من الاعتقادات الفاسدة هذا لا يجوز؛ لأن الله يقول سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ ويقول سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ فالذبح لله والنسك لله والصلاة لله فليس له أن يذبح للجن أو للنجم فلان, أو للكوكب فلان, أو للماء الفلاني, أو النبي الفلاني أو أي شخص بل التقرب لله وحده بالذبائح والصلوات وسائر العبادات يقول سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ويقول سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ويقول عز وجل: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ والذبح من أهم العبادات, ومن أفضل العبادات فإذا كان المقصود من هذه الذبائح الأكل؛ لأنهم جالسون هناك فيذبحونها للأكل وللحاجة فلا بأس أما إن كان الذبح لأمر آخر ولقصد آخر إما لأجل المكان مسألة الماء يذبحون من أجل الماء, أو من أجل الجن, أو من أجل ملك من الملائكة يقصدونه, أو نبي من الأنبياء يقصدونه أو يتقربون إليه, أو أي شخص كان, أو أي كوكب, أو أي وثناً هذا كله شرك بالله عز وجل فيجب الحذر والله المستعان ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لعن الله من ذبح لغير الله) خرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث علي - رضي الله عنه - أمير المؤمنين.