تجريح العلماء والدعاة والتشنيع عليهم

السؤال: هناك بعض الإخوة يكثرون الحديث في المجالس الخاصة والعامة عن أخطاء بعض الدعاة، مما قد يثبت أو لا! ويقولون أن هذا الكلام هو من باب الذب عن المنهج! وبيان الأخطاء لكي لا يغتر العامة بهؤلاء الدعاة، ويستدلون بما قام به علماء الحديث من جرح وتعديل، ما هي نصيحتك لهؤلاء الإخوة؟ وما هو الموقف الشرعي من العلماء والدعاة؟ وكيف نتعامل مع زلاتهم وأخطائهم إن وجدت؟

الإجابة

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذا الأمر مما عمَّت به البلوى وعظُم به الخطب، حتى كان سبباً في انصراف كثير من الشباب عن حلق العلم ومجالس الذكر، والواجب على هؤلاء الوالغين في الأعراض التوبة إلى الله عز وجل مما يصنعون من تجريح العلماء والدعاة، والتشنيع عليهم بأخطاء قد تثبت أو لا تثبت، ولو ثبتت فقد لا تكون أخطاء إلاّ عند هؤلاء المشهرين بهم! بل لهم فيها تأويل سائغ أو دليل بوجه من الوجوه، أو قد تكون من المسائل التي اشتهر فيها الخلاف بين أهل العلم ولم ينكر بعضهم على بعض فيها!

والأجدر بهؤلاء الاشتغال بما ينفعهم من طلب العلم والعمل به، ونفع الناس بنشره وتعليمهم إياه رجاء ما عند الله من أجر وثواب، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

وأما العلماء والدعاة فإنهم عرضة للخطأ والصواب، ولا معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما من أحد من أهل العلم والفضل -مهما علا كعبه- إلا وقد أخطأ في بعض المسائل، لكن من غلب عليه الصواب واشتهر بين الناس فضله وجرت الألسنة بالثناء عليه وجب علينا أن ننتفع به وندعو له، ولا يمنعنا هذا من مناصحته ومباحثته مع التزام الأدب الواجب معه.

أما هذا الصنف المذكور في السؤال فإن مسلكهم لا يفيد إلاّ في إيغار الصدور ونشر الفتن والصد عن سبيل الله نعوذ بالله من الهوى، وإني أنصح السائل بمراجعة ما كتبه أهل العلم في هذا الباب أخص من بينهم:
1 - الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله في كتابه الفريد (تصنيف الناس بين الظن واليقين).
2 - الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصويان وفقه الله في كتابه القيم (منهج أهل السنة في الحكم على الرجال ومؤلفاتهم)، وأسأل الله التوفيق للجميع.



نقلاً عن شبكة المشكاة الإسلامية.