الذبح من أجل الصدقة

هل الذبح يندرج تحت باب الصدقة، وإذا أردت أن أذبح من أجل التصدق عن الميت هل هذا جائز؟ وجهوني جزاكم الله خيراً؟

الإجابة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فلا شك أن الذبح لله، والتقرب إليه بذلك، من أفضل الصدقات ، ومن أفضل القربات، كما قال الله - عز وجل - : قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي- يعني ذبحي- وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [سورة الأنعام (162)(163)]. وقال سبحانه: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. فالتقرب إلى الله بالذبائح فيه خير عظيم، ولهذا شرع الله - جل وعلا - الضحية في أيام عيد النحر، وكان النبي يضحي بكبشين أملحين كل سنة- عليه الصلاة والسلام -أحدهما عنه وأهل بيته، والثاني عمن وحد من أمته - عليه الصلاة والسلام -، فإذا ذبح الإنسان ذبيحة يقصد بها التقرب إلى الله، ونفع الفقراء، لينفع الفقراء ، ويحسن إليهم فلا بأس بذلك، وكان عليه الصلاة والسلام يذبح في بعض الأحيان الذبيحة ويوزعها بين صديقات زوجته خديجة - رضي الله عنها- ، وهكذا التصدق بالنقود ، او بالطعام من التمر أو الأرز أو غير ذلك، أو الملابس كل ذلك قربة وطاعة إذا كان لله وحده - سبحانه وتعالى - على الوجه الذي شرعه الله - جل وعلا - أما الذبح من أجل التقرب إلى الموتى كالذبح للبدوي أو للحسين أو للشيخ عبدالقادر الجيلاني، بقصد التقرب إليهم ، ليشفعوا له ، أو ليشفوا مريضه ، أو يقضوا حاجته ، أو يطلبوا المدد ، فيذبحوا له من أجل ذلك هذا شرك بالله، ولا يجوز ، ولهذا قال - عليه الصلاة والسلام-: (لعن الله من ذبح لغير الله). فالتقرب بالذبائح للموتى ليشفعوا للذابح ، أو ليقضوا حاجته ، أو ليشفوا مريضه أو يمدوه بمدد ينفعه، أو يحفظ مزرعته ، أو بهائمه ، كل هذا شرك بالله - عز وجل -، وقد يفعل هذا بعض الجهلة، وهذا من الشرك الأكبر، وهكذا الذبح للأصنام ، وهي الصور المنحوتة على صور بعض العظماء أو للجن أو للكواكب أو للملائكة يتقرب إليهم كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا دعاؤهم والاستغاثة بهم والنذر لهم كل هذا من الشرك الأكبر، - نعوذ بالله من ذلك -. المقدم: تسأل من أجل التصدق عن الميت، هل هذا جائز؟ الشيخ: إذا ذبح للصدقة فلا بأس، إذا ذبحت ذبيحة أو إنسان ذبح ذبيحة ليتصدق به عن أبيه أو عن أمه أو عن أخواته يتقرب بها إلى الله ويرجو ثوابها إلى هذا الميت لا بأس بذلك، أو للحي كذا.