سب الدين والعذر بالجهل

سمعت أن الذي يسب الدين كافر، فهل يتساوى في ذلك الذي يعرف أن سب الدين يخرج من الملة مع الذي لا يعرف أنه يخرج من الملة، وفي أمور الدين يعذر الإنسان بجهله، وأي الأمور التي لا يعذر فيها الإنسان بجهله، أرجو من الله ثم منكم أن تشرحوا هذه القضية شرحاً وافياً؛ لأن أناساً يشيعون ويقولون: إن العذر بالجهل وارد، فيدّعون الجهل؟!

الإجابة

من كان بين المسلمين لا يعذر بالجهل في مثل هذا، سب الدين ردة عن الإسلام، ترك الصلاة ردة عن الإسلام، وجحد وجوبها ردة عن الإسلام، وهكذا سب الله وسب الرسول، والاستهزاء بالله أو الاستهزاء بالرسول كل هذا ردة، ما يعذر فيها بالجهل دعوى جهل وهو بين المسلمين؛ لأن هذا معروف بين المسلمين ومضطر ضرورة معرفة هذا بين المسلمين لا يخفى على أحد، ولو قال: إن الزنا حلال أو الخمر حلال كذلك ردة عن الإسلام؛ لأن هذا الشيء لا يخفى، أما إنسان في جاهلية لا يعرف الإسلام ولا هو عند المسلمين هذا حكمه حكم أهل الفترة إذا مات على ذلك فأمره إلى الله يمتحن يوم القيامة، لكن بين المسلمين من سب الدين أو استهزأ بالله أو بالرسول أو ترك الصلاة أو جحد وجوب الصلاة أو جحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب صوم رمضان، أو جحد وجوب الحج مع الاستطاعة أو قال إن الزنا حلال، أو الخمر حلال، أو عقوق الوالدين حلال، كل هذا ردة ما يعذر فيه بالجهل، لأن هذه أمور ظاهرة من الدين معلومة من الدين بالضرورة يعرفها الخاص والعام بين المسلمين.